الانهيار قادم
وحذر رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية، الوزير السابق محمد شقير، في بيان أمس، من أن «الانهيار الكبير القادم الذي بدأنا نرى ونلمس ملامحه، لم ولن يرحم أحدًا مهما كانت طائفته ومذهبه، ولأي حزب انتمى أو في أي منطقة يعيش، ولم ولن يرحم لا أصحاب العمل ولا العمال ولا المهن الحرة ولا أي فئة من فئات المجتمع اللبناني».
كما حذر شقير من أن «كل نواحي الحياة في لبنان باتت على شفير الانهيار، وكل يوم يمر تزداد الصعوبات الاقتصادية والحياتية والمعيشية والخدماتية، بما يهدد بكشف اللبنانيين بشكل غير مسبوق على كل المصاعب والاحتمالات».
وقال شقير: «البلد بكليته مصاب وينزف وهو يهبط بكل مكوناته نحو القعر»، مشيرًا إلى أن «أبرز ما يعبّر عن هذا الواقع المرير هو انخفاض الناتج المحلي، وبحسب صندوق النقد الدولي، من نحو 56 مليار دولار في عام 2019 إلى نحو 18 مليار دولار في عام 2020».
من جهته، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انّ ما يحصل اليوم من انهيار مؤشر إلى نهاية حقبة وبداية حقبة جديدة وإلى نهاية عهد وبداية عهد وكل مخاض يكون عسيراً ولا بد من ولادة وضع جديد.
وقال جعجع «حكومة تصريف الأعمال تتصرّف وكأنها تصرّف الأعمال في ستّينيات القرن الماضي في وقت أنّ أي أمر طارئ أو استثنائي أو كارثيّ يدخل في إطار تصريف الأعمال»، مشدداً على «ضرورة أن تقوم بعملها».
قطع طرقات
وتجمّع المحتجون اللبنانيون في عدد من المدن من الشمال إلى الجنوب، ونفذوا اعتصامات وقطعوا الطرقات، وفي العاصمة بيروت قطعوا الطرقات، ونفذ عدد من المحتجين اعتصامًا أمام مصرف لبنان في منطقة الحمرا؛ احتجاجًا على ارتفاع سعر الدولار وتردي الأوضاع المعيشية، منددين بالسياسات المالية، فيما أقفل المحتجون مدخل شارع الحمراء وسط بيروت بحاويات النفايات وأضرموا النار فيها، كما قُطع طريق كورنيش المزرعة من قبل مئات الأشخاص المحتجين، وحالة من التوتر تسود المنطقة.
ونفذ سائقو السيارات العمومية صباح أمس وقفة احتجاجية أمام مدخل السوق التجاري، نتيجة تردي أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وقطع محتجون السير عند تقاطع إيليا في صيدا بالإطارات المشتعلة والمستوعبات، احتجاجًا على ارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الأوضاع، وسط دعوات لـ«النزول إلى الشارع».
كما قطع شبان صباحًا طريق إقليم الخروب عند مفرق بلدات الوردانية - سبلين - المعنية - كترمايا، بالإطارات المشتعلة.
الأفران مهددة
من جهة أخرى، باتت الأفران مهددة بالإقفال «القسري» بسبب أسعار الدولار، وأصدر نائب رئيس اتحاد نقابات الأفران والمخابز المستقيل، علي إبراهيم، بيانًا توجّه فيه إلى الشعب اللبناني وقال: «أمام التطورات المستجدة في الأسواق نتيجة التقلبات الحادة لسعر صرف الدولار الأمريكي، في ظل غياب رقابة فاعلة تضبط الأمور، وعدم مبالاة المسؤولين بما يحصل في الأسواق، وتحميل القطاعات الاقتصادية مسؤولية التدهور الحاصل»، مؤكدًا: «إن الأفران ستستمر في تأمين الخبز للمواطنين في ظل تطورات خطيرة ليس قطاع الأفران مسؤولاً عنها.