وضمن مسار رحلات هجرتها السنوية إلى الجنوب، تأوي الطيور إلى البحيرة بفضل العوامل البيئية، التي تسود المكان، من حيث المناخ الدافئ وطبيعتها الغنية بمصادر الغذاء، سواءً داخل مياه البحيرة بمساحة 326 مليون متر مربع، أو في محيطها المطوق بالأشجار والنباتات الصحراوية، لتقضي هذه الفترة في أجواءٍ مناسبة تساعدها على التكاثر، لتبدأ بعد ذلك رحلتها العكسية عائدة لمواطنها الأصلية.
تجمعات ثرية
وتمتاز الجزيرة بموقعها البعيد عن التجمعات السكانية والمناطق الصناعية، ما جعل منها محمية طبيعية تحتضن تجمعات ثرية للنباتات والأسماك والطيور المقيمة والمهاجرة، وصُنفت وفق ذلك في فبراير 2019 من قِبل وزارة البيئة والمياه والزراعة، في خطوة عدّها المتخصصون والمهتمون خطوة فاعلة للحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي للبحيرة، وحماية أسراب الطيور المهاجرة من التلوث والصيد الجائر.
بيئة متكاملة
وبحسب مدير مركز أبحاث الطيور بجامعة الملك فيصل عضو هيئة التدريس بكلية الطب البيطري د. محمد الرشيد، فإن البيئة الطبيعية المتكاملة في بحيرة الأصفر جعلتها مكانًا مناسبًا للطيور في طريق هجرتها السنوية، الأمر الذي دفع المتخصصين إلى بحث وتوثيق أنواع الطيور المهاجرة؛ لما تضيفه من تنوع في تفاصيل الحياة الفطرية بالأحساء.
أنواع متعددة
وأشار إلى تعدد أنواع الطيور المهاجرة وسماتها، سواءً في الحجم أو الشكل أو اللون، ومنها طائر «الفلامنجو» أو ما يُعرف بـ«النحام»، وهو من فصيلة الطيور المائية المُعمرة ذات السيقان الطويلة والنحيلة، و«السنقيل» الذي ينتمي لفصيلة البلشونيات، و«القمري» وهي الحمامة الشائعة في المناطق المشجرة من أوروبا وجزء كبير من غرب آسيا وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى طائر «مرزة البطائح»، وهي من الفئة الجارحة المنتمية للبازية.
هجرة منتظمة
ومن أنواع الطيور المهاجرة طائر «درسة الشعير» المنتمي إلى فصيلة العنبريات، و«الطيور ذات الذيل الأزرق»، وهي قريبة من الجاسرين «عائلة آكلي النحل»، وطائر «خطاف المخازن» أو سنونو المخازن، ويُصنف ضمن فئة السنونو، التي تعيش في الأرياف والسهول المفتوحة في معظم أنحاء العالم، وطائر «أبواليسر المطوق»، وهو من أكثر الطيور المنتظمة في هجرتها كل عام لشبه الجزيرة العربية.
استقرار الطيور
وطيلة موسم استقرار الطيور المهاجرة ببحيرة الأصفر، توثق عدسات هواة الطبيعة والطيور جوانب من مكنون الطبيعة، فيما ترصد لقطات المتخصصين تفاصيل تثري صفحات البحوث والمراجع العلمية.