في رأيي، السعادة هي شعور بالراحة والرضا يجتاح النفس البشرية بسبب حدث أو مجموعة من الأحداث تتوافق ومفهوم السعادة عند تلك النفس أو ذلك الشخص. ويختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر. فمفهوم السعادة عند البعض هو الاكتفاء المادي والحصول على دخل كاف يلبي حاجات الفرد الأساسية أو يزيد عليها، أو وجود الدعم المعنوي من الأهل والأصحاب والتقدير من الرؤساء، أو الصحة واللياقة النفسية والجسدية، أو تحقيق الأهداف والإنجازات والنجاحات المتتالية. يرى البعض أيضا أن مفهوم السعادة يكمن في العطاء ومساعدة الناس بقدر المستطاع.
عرف أرسطو السعادة على أنها هبة من الله وقسمها لخمسة أبعاد وهي: الصحة البدنية، الحصول على الثروة وحسن استثمارها، تحقيق الأهداف، سلامة العقل والعقيدة وأخيرا نيل السمعة الحسنة في المجتمع والسيرة الطيبة بين الناس. بينما رأى أفلاطون السعادة على أنها فضائل الأخلاق كالحكمة والشجاعة والعدالة. جميلة هي كل تلك المعاني لكن من أجمل معاني السعادة التي قرأتها هي وصول الإنسان لحالة من التوازن بين متطلبات الجسد والروح، وبين متطلبات الدنيا والآخرة، وبين متطلباته الشخصية ومتطلبات مجتمعه.
وهنالك نوعان من السعادة، قصيرة المدى تحدث نتيجة حدث معين وتستمر لوقت معين ثم تتلاشى وطويلة المدى وأنا أراها تراكمية تحدث نتيجة الكثير من الأحداث والمواقف وتعتمد على مدى تصالح الإنسان مع نفسه ومع الحياة ومدى تقبله لصعوباتها وكيفية تعامله مع تلك الصعوبات. ويعبر الإنسان عن سعادته بأشكال مختلفة، فإما أن يفرح ويبتهج ويضحك أو يغني ويرقص أو يقوم بتوزيع الحلوى أو يحظى بنوم ليلة هانئ أو ربما يبكي من فرط السعادة والسرور وتنعكس سعادة البعض على تعامله مع من حوله فيدعوهم لمشاركته لحظاته السعيدة التي يعيشها بسبب زواجه أو حصوله على ترقية أو تحقيقه لهدف ما أو قدوم طفل جديد وغيره.
وفي الختام أقول، مهما كان معنى السعادة ومهما كانت أسبابها، أتمنى سعادة لا توصف لي ولكل من يقرأ مقالي هذا. «عساكم السعادة» في يوم السعادة العالمي وفي باقي أيام السنة الـ ٣٦٤.