وتركزت جهود الترميم على الحفظ العلاجي وفقًا لمبادئ اليونسكو، والمعايير الدولية لصيانة وترميم الآثار والمواقع، بعد ترميم جدار طنطورة أولًا، وكان برنامج الترميم الأولي للمنازل والمساجد في البلدة القديمة يتألف من ثلاث مراحل أساسية، هي: دراسات مثل اختبار المواد والصرف الصحي على مستوى الموقع، ومسح شامل للمباني تضمن المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد، وتثبيت وصيانة مجموعة من المنازل ومسجدين وشارعين رئيسيين.
وبدأت المرحلة الأخيرة من المشروع في نوفمبر 2019، ونتج عنها افتتاح المنطقة المحفوظة، وتنشيط طريق البخور المجاور للمدينة، الذي أصبح حاليًا وجهة نابضة بالحياة للتسوق والترفيه وتناول الطعام.
طريق البخور
ويمكن للزوار الوصول إلى بلدة العلا القديمة للتنزه على طول طريق البخور المليء بالفواكه والأكشاك، التي تبيع منتجات السوق، إضافة إلى رؤية الحرَف اليدوية، والتسوق، واقتناء القطع الفنية والأزياء والهدايا التذكارية، كما سيتم طرح جناح للحرَف اليدوية لمشاهدة العروض الحية للفنون والحرَف القديمة، إضافة إلى سوق يعمل نهارًا وليلًا قريبًا.
الشوارع المرممة
ولتجربة أكثر عمقًا يمكن للزوار حجز جولة تأخذهم إلى الشوارع المرممة، التي تقودهم إلى قصر طنطورة والساعة الشمسية، ومسجدي الزاوية وحمد بن يونس، وصعودًا إلى القلعة لإلقاء نظرة على البلدة من أعلى، وإلى البيوت المحفوظة في الجهة الجنوبية من البلدة، ويتاح للزوار خيار اتباع الراوي المُلم بتاريخ العلا، أو الذهاب في الجولة بمفردهم.
فصل مهم
وقال رئيس مكتب إدارة الوجهات والتسويق في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، فيليب جونز: البلدة القديمة فصل مهم في حكاية العلا عبر الزمن، فهذا الموقع يعد ركيزة أساسية للمفاهيم والاستمرارية والتطور الذي شهدته الطرق التاريخية للتجارة والحج، التي جعلت من العلا وجهة ذات أهمية كبرى قبل القرن العشرين، كما هي الآن للزوار.
جهد كبير
وأوضح مدير قسم المحافظة على الآثار مايكل جونز، أنه ما زال هناك الكثير من الأعمال المقرر تنفيذها، حيث عمل الفريق على الحفاظ على المناطق الجنوبية والشرقية من مدينة العلا القديمة، ووضع إرشادات لأفضل الممارسات في الحفاظ على العمارة الترابية، ولا يزال يتعين القيام بالمزيد فيما يتعلق بالتصاميم الداخلية للمنازل على طول الشارع بالقرب من المساجد، وكذلك باقي البلدة القديمة.
إعادة الافتتاح
وكانت الهيئة الملكية لمحافظة العلا قد أعادت افتتاح بلدة العلا القديمة واستقبال الزوار بعد فترة إغلاق امتدت لثلاثة أعوام؛ بسبب أعمال الترميم في أقسام البلدة، التي تقع فيها المباني المتلاصقة الحجرية، والمصنوعة من الطوب واللبن.