في عالم تحول اللعب فيه من الساحات والفناء المدرسي إلى شاشات الأجهزة الذكية والشاشات الإلكترونية وظهور مخاطر تواجه أبناءنا وأجيالنا القادمة مع تزايد الاستخدام وانشغالنا على هذه الأجهزة وضياع الوقت مما كان له الأثر الكبير على أنماط وسلوك أفراد الأسرة والمجتمع، ومع هذا الشبح الخفي الذى لا نراهُ وأشكاله التقليدية المعروفة سواء التنمر اللفظي أو التنمر العاطفي أو التنمر الجسدي يوجد شكل آخر من التنمر لا يقل خطورة عن أشكال التنمر السابقة وهو التنمر الإلكتروني، وهذا النوع من التنمر ثقافته في المجتمع تكاد تكون معدومة، ويعتبر من أخطر أنواع التنمر لأنه يمكن أن يحدث على مدار اليوم ويصل إلى كل منزل وغرفة، لذلك يجب تسليط الضوء على التنمر الإلكتروني والأضرار الناتجة عنه، فهو موجود في جميع مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية لأن المتنمرين في العادة يكونون وراء أسماء وصور وهمية وخاصة في مجال الألعاب الإلكترونية وفئة صغار السن والمراهقين، وظهرت مخاطر جديدة في التربية وتواجه أبناءنا كل يوم.
والشخص المتنمر يتبع سلوكا عدوانيا متكررا بهدف الإضرار بشخص آخر يحب السيطرة والرغبة في التحكم بالآخرين ورغبة المراهقين بإثبات نفسه وأنه تخطى مرحلة الطفولة وأصبح شخصا ناضجاً وجذب الانتباه إليه ومصدرا للإثارة والتنمر الإلكتروني، يساعده على ذلك الوصول للآخرين من خلال وسائل الإنترنت وجميع مواقع التواصل الاجتماعي والسيطرة على مشاعر الآخرين وإدخال الخوف والرعب في قلوبهم.
ومن هنا يأتى دور التوعية لحماية أبنائنا وتحذيرهم من عدم الانخراط في الحديث مع الغرباء وخاصة الأكبر منهم وخارج حدود الألعاب وأهمية مراقبتهم خلال الألعاب الجماعية عبر شبكة الإنترنت وعدم تركهم يلعبون طوال اليوم وإنما لساعات محدودة والالتزام بعمر الطفل وكل لعبة يمارسها وقبل الشراء يجب على الآباء والأمهات تقييم الألعاب مع عمر الطفل وشراء اللعبة التي تناسب أبناءهم. تلعب الأسرة دورا هاماً وأساسياً في زيادة أو التقليل من ظاهرة التنمر الإلكترونى والمتنمرين ويرجع ذلك لطريقة تربية الأولاد وأساليب التربية والعقاب والعنف لدى الأطفال، أحياناً يهتم الآباء وشغلهم الشغال في توفير الحياة الكريمة لأبنائهم من مأكل وملبس ويتناسون أموراً في غاية الأهمية وهى تربية الأولاد التربية الصالحة والصحية بعيداً عن العنف والتنمر وتعزيز ثقتهم بأنفسهم والانتباه إلى الأطفال من أي علامات تنمر تظهر للطفل.
كذلك لا ننسى دور المدرسة في ظهور ظاهرة التنمر بين الطلاب والطالبات ولا يكون اهتمام المدرسة ودورها ينحصر في المناهج التعليمية لكن كل أطراف العملية التعليمية داخل المدرسة أو الجامعات لهم تأثير في التنمر.
ورغم أن جميع القوانين تجرم التنمر في كل أنحاء العالم لكن لا تجرم من يمارس التنمر الإلكتروني حتى الآن ولا يوجد قانون أو عقوبات ضد من يمارس التنمر الإلكتروني. قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار).
[email protected]