في منطقتنا العربية وفي إقليمنا السياسي منطقة الشرق الأوسط ابتليت المنطقة بأمرين شكلا عناصر عمل سلبي سياسي متنامٍ، الأمر الأول: ما يسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية وهذه الثورة البائسة وعلى مدى أربعة عقود ويزيد مارست أدواراً سلبية سياسية متنامية، واستطاعت عبر عقود تغيير مفاهيم التعاون، وتحويلها إلى معطيات صراعية وسعت على تحوير محتوياتها، إلى محتويات جديدة ذات طابع صراعي، خالص، مثل نشر الطائفية على سبيل المثال. أما الأمر الثاني فهو مجموعة تنظيمات عصابية، إرهابية تقوم بدور مرسوم لها من قبل الراعي والحارس، والوكيل الإيراني. ومن هذه التجمعات، أو الفرق، والعصابات، والميليشيات حزب الله في لبنان، وما يسمى بجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن. هذه العناصر السياسية التي لا تمت بصلة للدولة ومفاهيمها، وقوانينها، واحترامها لنفسها. سواء كانت الثورة التعيسة في إيران أو جماعتي حزب الله، والحوثيين الإرهابيتين في كل من لبنان واليمن. هذا ملمح من ملامح هذه التشكيلات. الأهم من ذلك في أغلب التقديرات السياسية النظرية هو كيف تتعامل دول المنطقة المبتلاة بهذه الظواهر السياسية الشيطانية، عندما نسمع أصواتاً تنادي بمقترحات مثل الحوار؟ وفي هذا السياق أود التأكيد أن دول المنطقة العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وأنا هنا أتحدث عن المواقف السعودية تبعاً لما هو معروف عن سلوكها السياسي تاريخياً بأنها ترحب بكل أشكال التفاهم، واللقاء، والحوار، الذي ينادى به بعض الأشقاء من العرب، ومن بعض الأشقاء الخليجيين تحديدياً، ولكن على أساس وقاعدة أن يكون هناك أدنى حدود الالتقاء بين المعطيات، والأدوات التي يمكن أن تتمتع بها ما تسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران، لكن الفجيعة تكون كبيرة وقد تتجاوز حتى حجم الدعوة إلى اللقاء عندما نجد أن الطرف الآخر يتمترس خلف كل أدوات الإلغاء، والتهميش، والإزالة. وكل ما يرغب به سواء على المستويات الأمنية أو السياسية هو أن يكون هو فقط القوة المهيمنة هذه الذهنية التاريخية والإيديلوجية الإيرانية وما عداها لا يكون إلا تابعا سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ونوويا. التبعية نظرية مهيمنة على عقليتين في إقليمنا السياسي، الذهنية التي تسمى العصملية، والتي قد يكون أحد معانيها، أو تفسيراتها الثقافية الذهاب على معنى التقلب في المزاج، وحب السيطرة، على الغير من منطلقات ثقافية، وتاريخية، وهناك أيضاً العقلية، أو الذهنية الفارسية التي تسعى في أحد أوجه مقارباتها للحالات السياسية، والثقافية العربية أن تقدم حالة من الهيمنة الناشئة عن روح تشفٍّ، وانتقام إلى حدٍ ما من التاريخ، والأرومة العربية عموماً. القوة الإقليمية الثالثة وأعني بها الجانب الإسرائيلي العلاقة معها على مستويات التبعية، والاستحواذ أكثر تعقيدا، وتخضع لعناصر ربما مغايرة للعناصر في الحالتين السابقتين لأسباب ثقافية وتاريخية، وحضارية حتى. وعند هذا المستوى من التحليل يبرز سؤال قد يبدو صعبا، وهو ما الحل؟ ما السبيل لحل خلافات هذه القوى مع الدول، والمجتمعات العربية وخاصة التركيز هنا على الثورة التي لم تتبلور لتنتج دولة وأعني بها الثورة الإسلامية في إيران، وبالتبعية مخلبها الإقليمي العصابة الحوثية في اليمن؟. أعتقد أن الجواب غير السياسي هو الأقرب للواقعية العملية وهو أن تقوم دول المنطقة العربية المتضررة من السلوكيات السياسية السلبية لإيران والحوثي بالتصدي لكل خططهم، ومحاولاتهم خداع المنطقة ودولها بشعارات ودعوات كاذبة. واحتساب هذا الموقف على أنه من مواقف مقارعة الشر ودوله، وجماعاته في هذه الحياة ما لم تغير هذه القوى آليات تعاطيها، وأدوات تعاملها السياسية مع الدول الأخرى بحسب ما هو مرعي ومعمول به بين الدول والمجتمعات من علاقات صداقة وتعاون، واحترام للقوانين الدولية.
@salemalyami