DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تهديد إمدادات الطاقة.. المملكة على خط المواجهة لحماية اقتصاد العالم

ضربات التحالف الناجحة وراء التصعيد.. والتنازلات الدولية منحت إيران حرية الإرهاب

تهديد إمدادات الطاقة.. المملكة على خط المواجهة لحماية اقتصاد العالم
اتفق سياسيون وعسكريون على أن تصعيد الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، واستهدافها مؤخرا مصفاة تكرير البترول في الرياض، يؤكد أجندتها الساعية لتهديد إمدادات الطاقة التي تعد ركنا أساسيا في استقرار الاقتصاد العالمي، في ظل تقديم تنازلات أممية ودولية لأكبر دولة تحتضن الإرهاب.
وأكدوا خلال حديثهم لـ «اليوم»، أن إيران لن تلتزم بأي اتفاقيات تضمن استقرار المنطقة، بل على العكس تستخدم تلك المعاهدات في تمرير مخططات توسعية وتخريبية، مشيرين - في الوقت ذاته - إلى أن قوات الحكومة اليمنية الشرعية بغطاء جوي من التحالف في أكثر من جبهة، كبدت الحوثيين خسائر هائلة في الأفراد والمعدات، وتم استرجاع الأراضي التي كانت قد تم الاستيلاء عليها سابقا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما جرى فك الحصار عن محافظه تعز من الجهة الشرقية والغربية، وهو التطور الجديد الذي يفتح الطريق إلى عدن وكذلك الحال إلى البحر من قبل تعز، ويساعد في تعزيز الوجود بمحافظه الحديدة.
عدوان ممنهج يتطلب وقفة حاسمة
بين أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود، د. عادل عبدالقادر أن تصعيد الميليشيا الحوثية بدعم من إيران، هو انتهاك لكل الأعراف الدولية، مشيرا إلى أن استهدافها المستمر والممنهج الساعي لتهديد إمدادات الطاقة التي تعد ركنا أساسيا في استقرار الاقتصاد العالمي، يؤكد أجندة إيران المشبوهة، التي تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة ومضاعفة معاناة الشعب اليمني.
وقال إن الإحصائيات تشير إلى وجود 15 ألف معتقل في سجون الميليشيا الإرهابية من بينهم 1200 امرأة ما بين قاصر ومسنة.
وأشار إلى وجود أكثر من 66 ألف انتهاك في حقوق الأطفال باليمن، من بينهم 24 ألفا في صنعاء فقط، بالإضافة إلى الاختطافات وممارسات العنف الجسدي، إلى جانب مقتل 7 آلاف طفل نتيجة القصف الحوثي العشوائي والألغام، مشيرا إلى أن كل هذه الجرائم تتطلب وقفة دولية حاسمة. وشدد «عبدالقادر» على أن المملكة حريصة كل الحرص على حماية الشعب اليمني ووحدة أراضيه.
واعتبر أستاذ الإعلام السياسي أن القرارات الأممية المتخذة ضد تلك الميليشيات لم تردع تصعيدها الإرهابي الذي يزيد معاناة اليمنيين ويستهدف الملاحة الدولية ومصادر الطاقة، مؤكدا أن المملكة بجهدها الجاد وقدراتها العسكرية استطاعت اعتراض مئات الطائرات والصواريخ ومنصات إطلاق المسيرات بكفاءة عالية، نظرا لما تتمتع بها المملكة من ثقل دولي كقوة إقليمية، ولما تمثله كأحد أركان الاستقرار في المنطقة، وهذا ليس مستغربا على المملكة في دعمها لليمن من خلال العديد من البرامج العسكرية والصحية والتعليمية ودعم المناطق المحررة والتنمية.
وقال: إن المملكة تمثل حائط صد منيع ضد هذه الممارسات الإيرانية إلى جانب قوات التحالف العربية، والواجب على المجتمع الدولي القيام بدوره حفاظا على الأمن والسلم العالميين ودعم التحالف واتخاذ المزيد من التدابير اللازمة لردع الممارسات الإيرانية، والكل شاهد على ما قدمته إيران للعراق وسوريا ولبنان من دمار شامل وزرع للطائفية والممارسات العنصرية بكل ما فيه من تدمير للنسيج السكاني والاجتماعي بالإضافة إلى تدمير اقتصاد هذه الدول.
تخريب متعمد لتعزيز موقف التفاوض
قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد مسفر الغامدي إن استهداف الحوثيين، منذ بداية العام الجاري، للمنشآت الاقتصادية والنفطية في المملكة، إنما هو استهداف لعصب إمدادات الطاقة في العالم، مشيرا إلى أن إيران هي المحرك الرئيس لهذه العمليات من خلال ميليشياتها الإرهابية، وعلى رأسها الحوثيون في اليمن وحزب الله بلبنان وغيرهما ممن يدينون بالولاء لإيران رغبة منها في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة كلها وليس المملكة فحسب.
وأكد أن المملكة حققت خطوات فائقة عسكريا من خلال تدمير منصات الإطلاق وثكنات وأماكن تخزين الأسلحة، وتوفير الغطاء الجوي للعمليات العسكرية لقوات الشرعية، وهذه الأمور أزعجت إيران ومن يمشى في ركابها أو يتعاطف معها، مشيرا إلى أن المملكة بفضل الله أولا، ثم بفضل قواتها الساهرة قادرة على صد أي عدوان يستهدف أرضها أو سماءها.
وبين «الغامدي» أنه قبل أيام كان الحوثي يتوقع تحقيق إنجاز ميداني في جبهة مأرب، تزامنا مع المحادثات التي عقدت بسلطنة عمان بين الحوثيين والأمريكان لإيجاد حل للمشكلة اليمنية، ولكن رغبة في تعزيز موقفهم التفاوضي، سياسيا، يحتاجون إلى موقف قوي على الأرض، ولكن انقلب السحر على الساحر، من خلال الهجوم المضاد لقوات الحكومة الشرعية ضد الحوثيين بأكثر من جبهة، في تكاتف كبير بين أبناء القبائل والقوات المسلحة الشرعية، مما كبد الحوثيين خسائر هائلة في الأفراد والمعدات، وتم استرجاع الأراضي التي استولت عليها الميليشيا سابقا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد تم فك الحصار عن محافظة تعز من الجهتين الشرقية والغربية، وهذا التطور الجديد يفتح الطريق إلى عدن وكذلك الحال إلى البحر من قبل تعز، ويساعد في تعزيز الوجود في محافظه الحديدة.
وقال إن هذا الإنجاز العسكري الكبير تم بتغطية جوية من التحالف ليس في الجبهة فقط بل تعداه إلى دك مواقع الحوثيين الخلفية للإمدادات والقيادة والسيطرة والاتصالات والمواصلات، مشيرا إلى أنه يجب الاستمرار على هذا المنوال وعدم قبول وقف إطلاق النار حتى لا تتكرر موقعة الحديدة، ويجب الانتقال بالهجوم إلى مراحل أخرى، مشيرا إلى أن التكتيك المستخدم جيد ويخدم الهدف، وعلى القوات الشرعية والتحالف تعزيز التنسيق على جميع المستويات ولا يمنع من الاستمرار في اللعبة السياسية.
مخططات توسعية وتدميرية
أوضح الباحث السياسي صالح السعيد أنه، وعبر عقود، تتعرض المملكة لهجمات عبر كافة السبل والطرق بواسطة طرف واحد، وإن تعددت ميليشياته ومجرموه، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة أظهرت تخاذل العالم ومجالسه ودوله وهيئاته في مواجهة الإرهاب، الذي طال منابع الطاقة العالمية واقتصاد العالم دون وجود حتى لفت نظر.
وحذر من استمرار تقديم التنازلات لدولة تحتضن الإرهاب عبر نظامها الحاكم بالتوقيع معه على اتفاقيات وتعهدات لن تلتزم فيها إيران بل على العكس، فإن النظام الإيراني يستخدم تلك المعاهدات في تمرير مخططاته التوسعية والتخريبية، مؤكدا أن المملكة ستظل درعا في عالم تخاذل قادته عن أقل واجباتهم، وستردع - بفضل الله - ثم بأبنائها المخلصين، أي إرهاب أو فساد كان، مشيدا بما تبذله المملكة من جهودا عظيمة في محاربة الإرهاب بأنواعه في كافة أرجاء المعمورة منذ توحدت، قبل ما يقارب القرن، على يد المغفور له - بإذن الله - الإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ومن بعده ذريته الملوك - رحمهم الله - حتى بلغنا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لتكفي شعوب العالم بأسره شر الإرهاب والتخريب.