واستعرض التقرير الذي أصدرته منظمة «رايب إن. سي. سي»، التقرير الإقليمي للإنترنت لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن والعراق في نسخته العربية، مدى تطور الأسواق والبنية التحتية وتوجيه الإنترنت في المنطقة، بالإضافة إلى موارد عناوين الإنترنت المتاحة في كل من السعودية والإمارات والبحرين والعراق والكويت وسلطنة عمان وقطر واليمن.
وتستند النتائج والتحليلات الواردة في التقرير إلى البيانات والمقاييس المستخرجة من أدوات القياس الخاصة بمنظمة «رايب إن. سي. سي»، إلى جانب عدد محدود من مصادر المعلومات الخارجية.
مؤشرات النضج
ويطرح التقرير استنتاجات عدة حول متطلبات المنطقة من الناحيتين التقنية والتنظيمية؛ من أجل تسهيل وتسريع مسيرة تطوير ونمو الإنترنت في المستقبل، مبرزًا عدد الشبكات الخاصة «أرقام النظم المستقلة» (ASNs) في هذه الدول باعتباره أحد مؤشرات نضج الأسواق، حيث يسهم هذا النمط من الشبكات الخاصة في تعزيز الترابط وتوفير الأمان وزياد المرونة في السوق.
ويؤدي دخول المزيد من مزودي الخدمات إلى السوق المحلية إلى تخفيض التكاليف وتحفيز الابتكار، بما ينعكس بدوره إيجابيًا على الارتقاء بالمنظومة المحلية لشبكة الإنترنت على المدى الطويل.
إنترنت الهواتف
وبشأن الطلب على الاتصال واستنفاذ «الإصدار الرابع من بروتوكول عناوين الإنترنت» (IPv4)، كشف التقرير أن الاتصال بالإنترنت عبر الهاتف المحمول حقق معدلاً أسرع على صعيد النمو والانتشار، مقارنة بالنطاق العريض الثابت في منطقة الخليج، وهو ما يُعزى بالدرجة الأولى إلى الاعتماد الكبير على الهواتف المحمولة، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن العديد من الدول الخليجية يندرج ضمن الدول التي تتمتع بأعلى مستويات الاشتراك في خدمات الهاتف المحمول للفرد الواحد في العالم.
المملكة تسيطر
وذكر التقرير أنه في ظل سعي المزيد من الأفراد والمؤسسات للوصول إلى شبكات الإنترنت، ارتفع الطلب على «الإصدار الرابع من بروتوكول عناوين الإنترنت» (IPv4) في المنطقة مع حصول المملكة العربية السعودية والإمارات ودول أخرى على المزيد من عناوين «الإصدار الرابع من بروتوكول عناوين الإنترنت» من السوق الثانوية، ويشير التقرير إلى أن المملكة هي المسيطرة خليجيًا بما يتعلق بسوق الانتقالات، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعن الحاجة إلى نشر «الإصدار السادس من بروتوكول عناوين الإنترنت» (IPv6)، ذكر التقرير أنه رغم تضاؤل توافر «الإصدار الرابع من بروتوكول عناوين الإنترنت» (IPv4)، وزيادة تكاليفه في السوق الثانوية، لا يزال العديد من الدول في منطقة الخليج يعاني فيما يتعلق بنشر «الإصدار السادس من بروتوكول عناوين الإنترنت» (IPv6)، موضحًا أنه في الوقت الذي نجحت فيه السعودية والعراق والإمارات والكويت في تحقيق زيادة ملموسة وتقدم كبير على صعيد تبني «الإصدار السادس من بروتوكول عناوين الإنترنت» خلال السنوات القليلة الماضية، لا يزال هناك اختلافات كبيرة فيما بينها عندما يتعلق الأمر بمعدلات الانتشار الفعلي. ويُظهر التقرير أن الإمارات العربية المتحدة تتصدر المنطقة حاليًا في معدلات نشر «الإصدار السادس من بروتوكول عناوين الإنترنت»، تليها السعودية في المرتبة الثانية.
نقاط التبادل
وفي مجال الاعتماد على «نقاط تبادل الإنترنت الدولية» (IXPs)، ذكر التقرير أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في عدد «نقاط تبادل الإنترنت» (IXPs) في منطقة الخليج العربي، خاصة في كل من السعودية والبحرين والكويت والإمارات.
وفي حين أن بعض الدول الخليجية يتصدر العالم في مؤشرات عدة مثل مؤشر انتشار الهاتف المحمول، ومؤشر سرعة الإنترنت، يُظهر التقرير أن المنطقة لا تزال غير قادرة على اللحاق بركب تطور الإنترنت من جهة إرسال معظم حركة مرور البيانات بعيدًا خارج المنطقة، إذ يفضل المزودون في منطقة الخليج «نقاط تبادل الإنترنت الدولية»، مثل أمستردام وفرانكفورت، حيث يتم إرسال حركة مرور الإنترنت عبر مواقع بعيدة بدلاً من الاستفادة من نقاط تبادل الإنترنت الإقليمية، وتؤدي هذه التحويلات عمومًا إلى زيادة التكاليف بالنسبة لمشغل الشبكة، في حين أن المسافة الإضافية المقطوعة تزيد من مخاطر انقطاع الخدمة.
حماية البيانات
وقال التقرير إنه يمكن تحسين أمان توجيه الشبكات بشكل كبير على المستوى الإقليمي من خلال اعتماد «المفتاح العام للبنية الأساسية» (RPKI)، وهو عبارة عن شهادة رقمية تساعد مشغلي الشبكات على اتخاذ قرارات توجيه أكثر أمانًا وكفاءة.
ودعا تقرير «رايب إن. سي. سي» مشغلي الهواتف المحمولة ومزودي خدمات الإنترنت، للمصادقة على موارد أرقام الإنترنت الخاصة بهم ومشاركة أفضل الممارسات التشغيلية الحالية حول أمن توجيه الشبكات بشكل عام، في سبيل حماية الإنترنت بشكل أفضل وتقليل مخاطر الاختراق، وأفاد بوجود حاجة مُلحة إلى فتح الأسواق لتوفير الاتصال الشبكي ونقاط تبادل إنترنت متعددة، وزيادة الخيارات المتاحة فيما يتعلق بمقدمي الخدمات.