وأصدرت أرامكو سندات ممتازة غير مضمونة في الربع الأخير من عام 2020، فحصلت على أعلى طلب في التاريخ لسندات جديدة أصدرت لأجل مستقبلي مدته 50 عامًا، وحظي هذا البرنامج بإقبال استثنائي من المستثمرين العالميين بلغ 10 أضعاف حجم الإصدار الأساسي، أو 187.5 مليار ريال.
وقال رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، م. أمين الناصر: «خضنا واحدة هي أشد السنوات صعوبة وتحديًا، غير أن أرامكو أثبتت قيمتها الفريدة وقدرتها الاستثنائية من خلال ما تتمتع به من مرونة مالية وتشغيلية».
وأضاف الناصر: «نظرًا لتأثير جائحة كوفيد-19 على الأسواق العالمية، سخّرنا تركيزنا القوي على تحسين كفاءة الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي، وكانت النتيجة أن حافظنا على قوة مركزنا المالي».
وأشار إلى أنه خلال الجائحة أدى التقدم السريع في الشركة لاستخدام التقنيات الرقمية، مما أدى بدوره إلى تحسين أدائنا بشكل كبير، وواصلنا جهودنا لإحراز تقدم فيما يتعلق بحلول خفض الكربون.
وأوضح: إن استراتيجية الشركة طويلة الأجل تسير على المسار الصحيح نحو تحسين محفظتنا في أعمال النفط والغاز، وفي ظل التحسن الذي تشهده بيئة السوق، هناك زيادة في الطلب في آسيا مع وجود مؤشرات تحسن في أماكن أخرى، ونحن على ثقة تامة أننا سنتجاوز هذه الجائحة ونحن في موقع قوي جدًا وجاهزية عالية.
وقال المحلل المالي عبدالله الجبلي إن أرامكو حققت نتائج مميزة رغم تراجع الأرباح في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي ألمّت بالعالم خلال العام الماضي، الذي يعد استثنائيًا.
وأوضح أن نتائج أرامكو تعكس قوة المركز المالي للشركة وتصنيفها الائتماني، الذي يعد الأعلى في قطاع الطاقة عالميًا، مما يدل على متانة الشركة عالميًا في مجالها.
وأشار إلى أن إدارة الشركة تمتلك قدرًا عاليًا من المسؤولية من خلال تخفيض مصاريف النفقات الرأسمالية بواقع 25% لتحسين صافي الأرباح.
وقال المحلل المالي د. حسين العطاس: إن نتائج أرامكو المالية استثنائية رغم انخفاض أسعار النفط وتداعيات جائحة كورونا، مؤكدًا أن الربع الأول من العام الجاري 2021 سيشهد تحسنًا ملحوظًا مع ارتفاع سعر النفط.
وأضاف أن نتائج أرامكو المالية جاءت أفضل من توقعات بيوت الخبرة، مما يعكس كفاءة إدارة الشركة للمخاطر.
وتوقع العطاس أن تتحسن أسعار النفط في العام الحالي لتصل إلى متوسط 65 دولارًا، مع تنامي الطلب من آسيا، إضافة إلى التفاؤل بتحسن الوضع الاقتصادي العالمي في منتصف 2020، وزيادة مؤشرات التطعيم وفتح الاقتصاديات وتنامي الطلب، مما يؤدي إلى تحسن الأسعار والإنتاج ويحقق نتائج مالية أفضل من العام الماضي.