[email protected]
أكاد أزعم أن شهادتي في هذا الرجل مجروحة تماما، فقد زاملته عشرين ربيعا نصفها في العاصمة القطرية حينما فكرت «الجزيرة» بافتتاح مكتب لها بإحدى دول الخليج واختارت الدوحة مقرا لمكتبها وانتدبتني لإدارته وكان وقتذاك نائبا لرئيس تحريرها، وأذكر أنه -رحمه الله- بعد سنوات قلائل من الافتتاح زار الدوحة في مهمة رسمية من قبل وزارة الإعلام القطرية، وبعد انتهاء مهمته في اليوم الأول كان حريصا على زيارة المكتب في اليوم التالي، وأشهد أن توجيهاته ونصائحه كانت صائبة وسديدة فقد أوصى بزيادة الأعداد المخصصة من الجريدة للمكتب لتغطية مكتبات الدوحة بالكامل وزيادة أعداد المشتركين، كما أوصى بشراء مركبة جديدة لتحمل نقل الأعداد من مركز سلوى إلى وسط الدوحة، وقد نفذت الوصيتان على الفور وكان لهما الأثر الفاعل والإيجابي في انتشار الجريدة بشكل أفضل، وقد أكد لي عندما ودعته بالمطار أن المؤسسة لا تنشد ربحا ماليا من تواجد مطبوعتها بالخليج ويهمها الانتشار فحسب، فهمست في أذنه بأن إيرادات المكتب تغطي مصروفاته بفضل الله وحمده.
أما النصف الآخر من الزمالة فكان في الدمام عندما رشح لرئاسة تحرير جريدة «اليوم» وكنت قد انتقلت إليها بعد انتهاء مهمتي بالدوحة، ومنذ اليوم الأول لمباشرته العمل لم نشعر كقيادات في المطبوعة أو محررين بأنه رئيس، فقد كان يعاملنا بطريقة لمسنا من خلال روحه المرحة أننا كنا نعرفه منذ زمن بعيد، وكان يكره البقاء على كرسيه الرئاسي فهو دائم التنقل بين أجهزة التحرير باستمرار لإسداء نصائحه وإرشاداته وتوجيهاته والوقوف على سلامة سير العمل عن كثب، وكان حريصا أثناء تجواله اليومي على تلمس مشاكل الزملاء واحتياجاتهم، وكان يطيل الإصغاء لآراء قيادات المطبوعة ومحرريها أثناء الاجتماعات اليومية معهم، وعندما يدلي برأيه في أي مسألة فهو الرأي القاطع والصحيح، ولا أملك في النهاية يا «أبا نايف» إلا الترحم عليك راجيا لك المغفرة والثواب وأن يجمعنا الله بك في فسيبح جناته.
[email protected]
[email protected]