تجاهل تحذيرات
وتطرق عضو اللجنة الخارجية بالمقاومة إلى تصريحات زعيمة المعارضة الإيرانية، مريم رجوي، في 14 يوليو 2015، بعد ساعات من الاتفاق النووي، وكانت قد خاطبت دول مجموعة «5+1»، بقولها: يجب الإصرار بحزم على عدم تدخل النظام الإيراني في الشرق الأوسط، واعتبار هذه الضرورة مبدأ أساسيًا في أي اتفاق.
مؤكدًا أنه - للأسف الشديد - تم تجاهل تجاوزات النظام الإيراني وانتهاكاته، لافتًا إلى أن سياسة الملالي لها تأثير مدمر على العالم. وأضاف صفوي: الحل النهائي هو تغيير النظام من قِبل الشعب والمقاومة الإيرانية، وفيما يتعلق بالمجتمع الدولي، قال: إن النظام يعتمد على تقاعس المجتمع الدولي وعدم ردع تجاوزاته المستمرة.
وأضاف: من السذاجة للغاية الافتراض أن تقديم تنازلات أو تجاهل انتهاكات النظام الإيراني ستدفعه لتغيير سلوكه، فقد استغل النظام التنازلات السابقة لتوسيع مشروعه التدميري، بما في ذلك مشروع إنتاج ونشر الصواريخ الباليستية. ويؤكد د. علي صفوي أن الطريقة الوحيدة ضد سياسة الابتزاز التي ينتهجها النظام هي الحزم.
انتهاك صاروخي
وبدوره، قال الدبلوماسي جوليو تيرزي، وزير خارجية إيطاليا خلال الفترة من (2011 - 2013): بعد ثلاثة أشهر من تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة، انتهكت إيران قرار الأمم المتحدة رقم 2231 بإجراء تجارب صاروخية، وأضاف: أصبحت طهران مزودًا رئيسيًا للصواريخ في جميع أنحاء المنطقة لوكلائها وميليشياتها المتمثلة في الحوثيين باليمن، و«حزب الله» اللبناني، وكتائب «حزب الله» العراقية.
وقال: من السذاجة والخطورة أن نعاود الدخول في مفاوضات بشأن الاتفاق النووي دون أن ندرك أنها كانت صفقة معيبة، لأنه في خمسة أعوام كان لها آثار سلبية.
ثم تحدث في المؤتمر د. وليد فارس، الأمين العام المشارك للمجموعة البرلمانية عبر الأطلسي لمكافحة الإرهاب، قائلاً: 4 دول ينشط فيها النظام الإيراني، هي اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وصارت ساحات لمعاركه، وفي حال العودة إلى «اتفاق إيران» يجب مراعاة الجغرافيا السياسية للمنطقة بأسرها، مشددًا على ضرورة تدويل الطريق إلى أي صفقة إيرانية، وأن يأخذ بعين الاعتبار أمن الشرق الأوسط.
موقعان جديدان
وكشفت المقاومة الإيرانية تفاصيل موقعي صواريخ باليستية تابعة لقوات الحرس الثوري غربي إيران.
وأصبح برنامج الصواريخ الباليستية للنظام الإيراني، أحد الروافع العسكرية الاستراتيجية للملالي، وأحد الاهتمامات الرئيسية للمجتمع الدولي في السنوات الأخيرة. كما صارت «قوة الجو فضائية» في قوات الحرس الثوري هي إحدى القوات الخمسة التابعة له، ومع صعود دور برنامج الصواريخ في الجهاز العسكري، حوّل النظام «قوة الجو» في قوات الحرس إلى «قوة الجو فضاء» التابعة لقوات الحرس في أكتوبر 2009. والموقعان الجديدان هما: الأول موقع صاروخي في كينشت كانيون الواقع شمال شرق كرمانشاه غرب إيران، وكان مقرًا للواء 9 بدر (العملاء العراقيين التابعين لقوات الحرس).
أما الموقع الصاروخي الثاني فهو «بنج بيليه» الواقع في كرمانشاه، وتقع قيادة الصواريخ التابعة لقوات الحرس غرب إيران في موقع صاروخي «بنج بيليه»، وهو أحد أقدم وأهم مراكز الصواريخ التابعة لقوات الحرس.
وبعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في العراق في 2020، أمر خامنئي قوات الحرس بشن هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، ولم يذكر النظام المكان الذي انطلقت منه الضربات الصاروخية، وبحسب المعلومات الواردة من مصادر «مجاهدي خلق» داخل النظام، بما في ذلك قوات الحرس، فقد تم تنفيذ الهجمات من هذين الموقعين.
اتصال بـ«الأنفاق»
وبناء على معلومات جديدة، فإن الموقعين اللذين يقعان على مقربة من بعضهما بعضًا على بعد حوالي 2 إلى 3 كيلومترات من الآخر على جانبي جبل، متصلان بأنفاق تحت الأرض.
وتولى العميد أمير علي حاجي زاده، قائد «سلاح الجو فضاء» في قوات الحرس، قيادة العملية بنفسه وذهب إلى موقع الصواريخ في «بنج بيليه».
وبحسب هذه المعلومات، فبعد أقل من نصف ساعة على قيام قوات الحرس بإسقاط الطائرة الأوكرانية ذات الرحلة 752، ليلة 8 يناير، عاد حاجي زاده بسرعة إلى مطار كرمانشاه ثم عاد إلى طهران.
ويمثل الموقع الصاروخي بـ«كينشت كانيون» في كرمانشاه بقعة استراتيجية لتخزين وإطلاق الصواريخ نحو الأهداف المحتملة، كونه قريبًا من الحدود الغربية للبلاد، كما أنه مناسب تمامًا لإخفاء منصات إطلاق الصواريخ المتنقلة، ونقلها إلى المواقع المرغوبة بالقرب من الحدود.
الموقع المخفي
ويقع موقع كينشت كانيون للصواريخ في شمال مدينة كرمانشاه، عاصمة محافظة كرمانشاه، على الحدود الغربية لإيران، والمنطقة محاطة بالمرتفعات في الشمال والشرق، وبالتالي فالموقع مخفي جيدًا بين الجبال.
والبقعة محاطة بمنطقة شبه مرتفعات ومناطق سكنية متفرقة على الجانب الشرقي، وتوجد مدينتان شبه كاملتين مع سكان عسكريين في الجنوب، تدعى إحداهما تكاور (المغاوير) والأخرى ظفر (النصر)، ويقع مطار كرمانشاه على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب، وهو أقرب إلى منشأة إطلاق الصواريخ.
ويوجد في هذا الموقع أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية لقوات الحرس، من طراز «شهاب 2 وشهاب 3، وصاروخ ذو الفقار».
وتقع بوابة الحراسة لهذا الموقع في جنوبه، مما يؤدي إلى الأجزاء الشمالية من بلدتي ظفر وتكاور، ويضم ما لا يقل عن 5 قواعد والعديد من الحظائر المتفرقة جيدًا عن بعضها بعضًا. ومن الواضح أن ما لا يقل عن 5 فتحات بعيدة عن الأنفاق التي تشبه إلى حد بعيد ملاجئ الصواريخ ومنصات الإطلاق التابعة لقوات الحرس، كما هو الحال في مقاطع الفيديو التي تبثها وسائل الإعلام الحكومية.
وهناك مدخلان للنفق، ويبدو أنهما يستخدمان لإدخال الصواريخ في منشآت تحت الأرض للتخزين وإبقائها جاهزة للإطلاق من خلال منصات الإطلاق.
وتقع إحدى القواعد على بعد 4 كيلومترات شمال الموقع، ومنذ مطلع عام 2020 أنشأ النظام نفقين جديدين في هذا المكان، والمدخل الوحيد للموقع يقع في الجزء الغربي منه، شمال مدينتي ظفر وتكاور.
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية الجغرافيا العامة لمنشأة إطلاق صواريخ كينشت التابعة لقوات الحرس، والمجمع الجديد شمال وشمال شرق مدينة كرمانشاه بين الهضاب، وتُظهر المعسكر وبوابة الدخول لمنشأة إطلاق الصواريخ، كما تكشف عن نفقين في المنطقة الشرقية من الموقع، وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية أيضًا منشآت تحت الأرض في نهاية موقع إطلاق الصاروخ، وتوضح صور المنطقة العامة للموقع والأنفاق إلى الشمال من الموقع.
وهو أحد مراكز الصواريخ تحت الأرض التابعة لقوات الحرس، وله أنفاق ومنشآت واسعة في «زركوه»، وتم إنشاء هذا الموقع في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 3×2 كم، ويقع في منطقة جبلية شمال الطريق السريع إلى مطار كرمانشاه عند الكيلو 5 من الطريق السريع المؤدي إلى همدان عبر المنطقة الجبلية.