ابتسمت وراحت تحلم.. والتفت إلى لوحتي وعدت أرسم سعادتي.
مفلس من توقف دوره في خدمة وطنه ومجتمعه بترك المنصب.. أشياء كثيرة بإمكانك تقديمها حين تترك هذا الكرسي الدوار فتتفرغ لمواهبك (كراسيك الثابتة).. انطلق بعيدا عن أطر شلت حركتك إلى عالم أرحب.. ربما تمنيت انطلاقا مبكرا إلى عالمك الواسع.. تعطيه بلا حدود أو قيود!
ربما يتعجب البعض لشفائي السريع من حالة الفقد التي يشعر بها الموظفون عادة بعد تقاعدهم.. ولهؤلاء أقول: لم تصبني هذه الحالة المرضية لأني حصنت نفسي بلقاح ضد التعلق بكرسي المنصب فلم أشعر بأعراض الفقد وشعرت بالعافية والاستمتاع وأنا أتقلب على الكراسي الثابتة التي أملك.
لم أشعر أبدا أنني كبرت.. حتى بعد أن أعلن الزمن نهاية خدمتي في العمل الرسمي.
تبغوا الحق.. اليوم أشعر بولادتي من جديد.. أصبحت كطفل لديه مجموعة كبيرة من الألعاب، ومحتار بأيها يبدأ!.. تلك كنوزي يا نور.. مرحبا بطفولتي الثانية.. لم أشعر يوما بالانطلاق مثلما أشعر به الآن.. لن يكون لدي فراغ.. سأقبل على العمل بحب.. وأكافئ نفسك بكوب من القهوة وقطعة من فطيرة التفاح.. مسكين من يطل من نافذة واحدة.. إنها معرضة للإغلاق مهما بذلت للعناية بها!.. يقولون لا تضع البيض في سلة واحدة وأقول وإذا كانت عندك بيضة واحدة فابحث عن أخريات فالبيض عرضة للتكسر والمشاعر كذلك.. أغلقت نافذة في حياتي.. واكتشفت أن النوافذ الأخرى أكثر بهاء وصفاء وراحة بال.
*****
اليوم أنت..
تجده في مرآتك..
يعكس أفعالك..
ابتسم له..
وسيضحك لك..
إياك أن تعبس في وجهه..
مد له يدا بالخير..
سيمد يده إليك..
استبشر..
كن جميلا..
وستراه جميلا!
mbajunaid@