بظنك كم من الوقت نحتاج لتحقيق ذلك المشروع الواعد الجبار؟
فكان الرد منه حاضرا: المدة يا سيدي لن تتجاوز العشرين عامًا.
الحكيم: ثم ماذا سيكون؟
المستثمر: تتحولون إلى مستثمرين وأغنياء ومقتدرين بدلا من الفقر، الذي أنتم عليه.
الحكيم: ولماذا؟
المستثمر: لتعودوا بتلك الأموال إلى ذويكم لتحقيق أمانيكم والأنس بأهليكم وأطفالكم، والاحتفال بنجاحاتكم والسعادة بمنجزاتكم.
الحكيم: بعد عشرين عامًا لن يبقى صغارنا أطفالا، وسنفقد كبارنا، ويشيب شبابنا، بينما نحن في كل ليلة نحتفل طربًا، ونضحك ملء أفواهنا سعادة وأنسًا، فما الحاجة لننتظر كل هذه المدة حتى نحقق تلك السعادة، التي ننعم بها في كل ليلة.
فانتهى بذلك الحوار، لتجيب تلك القرية السعيدة على السؤال الكبير -كما وصفه- المذيع الشهير «ستيف هارفي»Steve Harvey، الذي يسأله كثير من الناس لأنفسهم: ماذا عليَّ أن أفعل لأكون سعيدًا؟
وقد وجه «ستيف» هذا السؤال لأحد أشهر عمالقة المحاضرين في التنمية البشرية والتطوير الذاتي «تي دي جاكس» T. D. Jakes في إحدى مقابلاته الملهمة، فكانت إجابته في خمس خطوات، نختزلها بما يلي:
أولا: Own your own happiness امتلك سعادتك الخاصة. فلا تنتظرها أو تتوقعها من غيرك.
ثانيا: Challenge your story غيّر قصة حياتك بالتحدي، لا بالأمنيات.
فما نيل المطالب بالتمني... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ثالثا: وهي الخطوة الأكثر أهمية لتحقيق السعادة «Enjoy the journey» الحياة رحلة، استمتع بجميع تفاصيل تلك الرحلة ومحطاتها ولا تنتظر الوصول للوجهة كي تحتفل.
رابعًا: Make relationships count اجعل لجميع علاقاتك قيمة، فلا ثمرة من الحياة بلا علاقة جميلة بمَنْ يحيطون بك. ولا تهدر وقتك مع مَنْ لا يستحقك.
خامسا: وأخيرًا «Balance work with play» وازن بين العمل واللعب، فالحياة بينهما تنقسم وتستقيم.
وخلاصة الرحلة استمتع بكل محطة تمر بها وبكل لحظة تشهدها وبكل شخص تلتقيه وبكل حدث يمر بك، وبكل متعة تواجهك، فلا تقل إذا تخرجت سأستمتع، أو إذا تزوجت سأستمتع، أو إذا كبر أطفالي، أو إذا حصلت على الدرجة العلمية، أو إذا ترقيت في العمل، لا تنتظر شيئا من ذلك حتى تحتفل، فكثير مما لديك يعد حلمًا عند غيرك، واليوم الذي ينقضي منك لن يعود إليك، كونوا سعداء بما تملكون ومَنْ تعرفون وما تحبون، وبخير دائما، فالحياة تتألق بحلاوة الإنجاز وبالمهم، وأجمل من أن تضيع بالهم.
@nayefcom