الاتصال وجد بوجود الإنسان على هذه الأرض، وهو أمر مهم في حياتنا، لأنه مناط أقوالنا وأفعالنا اليومية، فلكي تصل رسائلنا للطرف الآخر بالشكل المطلوب، ينبغى علينا أن نحرص على تعلم طرق الاتصال الفعالة، لكي تعيننا على فهم بعضنا البعض بشكل أفضل، ولتسهم في دحض أي ادعاء أو تأويل باطل لما نقصده، فمن ذلك أن يحرص المتكلم على أن تكون رسائله واضحة ومفهومة، وغير قابلة للتأويل على غير قصد قائلها قدر الإمكان، وأن يتلطف في طلبه، وألا يرفع بها صوتا لئلا تفهم على أنها أوامر، بل وإن أرد إنفاذ أمر ما، فينبغي عليه أن يغلفه بعبارات راقية تنم عن معدن وذوق قائلها. وفي المقابل يفترض على السامع أن يحمل ما سمعه على الوجه الحسن، وأن يلتمس لصاحبها العذر قدر المستطاع، فقد تكون زلة لسان فيترك له الفرصة للتراجع والتصحيح، وإلا حق له أن يطلب منه أن يصحح ذلك أو يتراجع عنه.
ولا شك أن في عالمنا اليوم والذي بلغت فيه الاتصالات أوج ذروتها، وأصبح معه انتقال الرسائل بين أفراد المجتمعات المختلفة أكثر سهولة عن ذي قبل، كل ذلك يجعلنا نحرص أن نكون أكثر حذرا فيما نقوله أو نكتبه، فالعبارات تنتشر بسرعة البرق ويصعب معها التراجع أو العودة، والأجدر بنا في هذه الحالة أن نراجع ما نقوله ونتريث في أحاديثنا وأن نزن عباراتنا وكتاباتنا قبل أن نفقد السيطرة عليها ويسبق بها السيف العذل.
قال الشاعر:
صن السر عن كل مستخبر
وحاذر فما الرأي إلا الحذر
أسيرك سرك إن صنته
وأنت أسير له إن ظهر
azmani21@