لا شك أن هذا العصر عصر احتل التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي مساحة كبيرة في أذهان الناس واهتماماتهم وأجريت العديد من البحوث في تأثيرات وسائل الإعلام على السلوك الاجتماعي، وأغلب القنوات بشكل عام تميل إلى الربح «النظرة التجارية»، وبلا شك إن منها ما يغلب عليه الجانب السلبي ومنها ما يختلط فيه الجانب السلبي بالإيجابي، مما يجعل بعض القنوات تقدم برامج فيها نوع من الجد والهزل فتستقطب عددا كبيرا من المشاهدات، ويكون لها تأثير كبير على التربية وعلى ثقافة المجتمع وقد تسبب شرخا في هويته إذا لم يُحجم وتفرض ضوابط عليه.
فبرنامج مثل «طارق شو» الذي يقدمه الفنان طارق الحربي على روتانا خليجية يشاهده الملايين سواء في التلفاز أو في اليوتيوب أو في السناب شات وطرح المذيع اقتراحا بإلغاء حصة التربية البدنية في التعليم عن بُعد، واستبدالها بدروس تقوية وذلك بعد سماعة خبرا بأن «معلمي التربية البدنية يتخطون عقبة التعليم عن بُعد» فمثل هذا البرنامج يستضيف الفنانين والإعلاميين بجانب المشاهير، فكُنت أتمنى من المقدم أن تكون نظرته أوسع ويتطرق إلى أهمية حصص التربية البدنية ومعلميها بكلام منطقي وبنظرة مستقبلية بدلا من السخرية و«الطقطقة» فمعلمو التربية البدنية لهم دور كبير الآن في برنامج جودة الحياة المتزامن مع رؤية المملكة 2030 كوننا نعيش مرحلتها الأولى في 2020، والتي تهدف إلى وضع منظومة بيئية تدعم وتسهم في توفير خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطنين والمقيمين في الأنشطة الرياضية وتطوير أنشطة ملائمة تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والعائلات، بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن.
وحيث إن هذه الفترة نعيش في زمن جائحة كورونا وأصبح التعليم عن بُعد مع توقف معظم النشاطات ومنها الرياضية، يمكث الطلاب أوقاتا طويلة في المنزل فهم بحاجة إلى مزاولة الأنشطة البدنية ومنصة مدرستي وفرت أحدث التقنيات ومساهمات معلمي التربية البدنية ساعدت على تخطي عقبة الدروس العملية بالتعليم النظري، وأتاحت لهم فرصة مناسبة وكبيرة في تعليم المهارات نظريا ونماذج عملية ويتفاعل معها الطالب وأسرته، وكما أن المنصة ساهمت بنقل كم من المهارات الرياضية والخبرات التعليمية والعلوم الرياضية المتكاملة، والترويحية وعلوم الصحة الرياضية والتدريب وعلم الحركة ونظريات وتطبيقات الرياضات الجماعية والفردية والتمرينات والإصابات التي ممكن أن تحدث نتيجة التدريب الخاطئ، فمثل هذه البرامج التي تمزج السلبي بالإيجابي وهذا الأخطر لأن بعض شرائح المجتمع غير محصن (فكريا وثقافيا) ويختلط عليه الأمر وقد يظن الإيجابي سلبيا، وأيضا عند انتقاده لمعلم التربية البدنية أنه يرمي الكرة ويذهب، فهذا لا يلغي دور معلم بل إساءة للتعليم، فالأجدر ذكر الإيجابيات بدل السخرية «والطقطقة» على حصة التربية البدنية ومعلميها.
@alzebdah1