التحفظات الصادرة من دول أوروبية على تطعيم أسترازينيكا البريطاني تفوح منها رائحة السياسة. فالمفوضية الأوروبية هددت الأسبوع الماضي بوقف تصدير لقاحات أسترازينيكا إذا لم يتلق الاتحاد الأوروبي شحناته أولا قبل الدول الأخرى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أيدت التحفظ على اللقاح، عادت لتؤكد استعدادها للتطعيم من أسترازينيكا إذا وصلها الدور، في حين أن 12 دولة أوروبية استأنفت التطعيم به الجمعة قبل الماضية، بعد أن أعلنت تأكيدات من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأمريكا بأنه آمن وفعال.
مثل تلك الأخبار المتداولة عالميا تؤثر على وعي الجماهير وقناعتهم بأهمية أخذ التطعيم أو «اللقاح» ومأمونيته على صحتهم، لذا أحسنت وزارة الصحة في المملكة حين تفاعلت سريعا ببيان صحفي ومؤتمر للمتحدث الرسمي يفند الشائعات حول أسترازينيكا. التفاعل كان جزءا من حملة إعلامية توعوية جيدة، ضمت أيضا قصة مؤثرة رواها الوزير توفيق الربيعة عن «شخص توفر موعد لوالده للحصول على اللقاح منذ فترة، وبسبب الانسياق خلف الشائعات رفض الموعد، ليتوفى والده بعدها بسبب إصابته بالفيروس -رحمه الله».
وعلى رغم التسارع في أعداد من تلقوا التطعيم عبر أكثر من 587 موقعا حول المملكة وتجاوزهم أربعة ملايين شخص، حتى بداية الأسبوع الحالي، إلا أنني أرى وجود حاجة لإجراءات إضافية ترفع شعار «للمطعمين المحصنين فقط» للمساهمة في مضاعفة العدد بأسرع وقت لا سيما مع تزايد حالات الإصابة في الأيام الأخيرة. تماما كما ألزمت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان الحلاقين والمطاعم وصالونات التجميل بأخذ اللقاح أو إجراء فحص أسبوعي على حساب المنشأة. أو كإجراء وزارة الرياضة قبل يومين بالسماح للجماهير المحصنة بدخول الملاعب. جهات حكومية وخاصة أيضا ربطت عودة موظفيها للعمل بأخذ التطعيم، وأخرى وضعت حوافز على شكل أيام إجازة.
الأكيد أن عودة الحياة إلى طبيعتها مرهونة بحجم وعي والتزام الناس بالإجراءات الوقائية فضلا عن ارتفاع عدد المطعمين المحصنين، وحتى ذلك الحين سيكون اشتراط التحصين قبل السماح للسفر والحج والعمرة والمرافق أحد أهم الحلول التي قالت وزارة الصحة في مؤتمرها إنها تخضع للدراسة والتقييم محليا وعالميا.
woahmed1@