DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الشريك الأدبي» يعيد للمقاهي دورها الثقافي

يستهدف تنظيم فعاليات أدبية تحول زيارتها لتجربة ثرية ومختلفة

«الشريك الأدبي» يعيد للمقاهي دورها الثقافي
أشاد المثقفون ببرنامج «الشريك الأدبي»، الذي أطلقته وزارة الثقافة لعقد شراكات أدبية مع المقاهي، التي تشارك في ترويج الأعمال الأدبية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع، ما يُسهم في رفع الوعي الثقافي بشكل مباشر، ويستهدف البرنامج جمهور المقاهي من خلال عمل فعاليات أدبية وثقافية تثري زيارتهم للمقاهي، وتجعل منها تجربة ثقافية مختلفة عن المعتاد، وتُمكّن الجمهور من التفاعل مع القطاع الثقافي.
ولعبت المقاهي دورًا مهمًا في الحركة الثقافية والأدبية، إذ شكّلت مكانًا يجتمع فيه نوابغ الأدب والثقافة لمناقشة الموضوعات والاهتمامات، التي تثري الحراك الثقافي، فقامت بدور كبير في دعم وتأسيس الثقافة والإبداع والأدب، لكن هذا النشاط تراجع بالمملكة في فترة من الفترات، ومؤخرًا بدأ الشباب يعيدون طرح فكرة المقاهي الأدبية بشكل قوي.
حاضنة للإبداع
قال الكاتب طاهر الزارعي، إن المقاهي الثقافية والأدبية تظل حاضنة للإبداع، وسيكون لها دور كبير متى هُيئت لها الأدوات، التي تساعدها على القيام بدورها على أكمل وجه، مشيرًا إلى أنها داعم حقيقي للثقافة والأدب، وهذا ما نقرؤه ونشاهده في دول أخرى، وهي بدورها ستؤسس لثقافة الكتابة والحوار والقراءة والموسيقى، والقيمة الإبداعية غالبًا ما يوطنها المكان، الذي تعيش فيه، وبالتالي تصبح هذه الثقافة جزءًا من حياة هذا المقهى أو ذاك.
وحول برنامج «الشريك الأدبي»، أضاف: المبادرة جاءت من أجل تعزيز الثقافة والأدب لجعل الثقافة أسلوب حياة، بحيث يمكن لمرتادي المقاهي المنتشرة لدينا أن يكون تفكيرهم ثقافيًا وأدبيًا، والوزارة صائبة في هذا الأمر؛ حتى تتحوّل المقاهي من أماكن للصخب إلى مقاهٍ ذات قيمة يستفيد منها المرتادون في جزء من يومياتهم، وتخصيص جائزة بقيمة 100 ألف ريال لأفضل شريك أدبي هو دليل آخر على تشجيع أصحاب المقاهي لتقديم ما يفيد زائر المقهى.
وأكد أن المثقف والأديب بحاجة إلى توفير بيئة جاذبة أولًا، ومن ثم تفعيل كل ما من شأنه الارتقاء بذاكرته الثقافية من تنظيم عمل الأنشطة الثقافية، التي تثري ثقافتهم مثل الأمسيات الشعرية والقصصية، وإعارة وتبادل الكتب، وتنظيم الاحتفال بالأيام الأدبية كيوم القصة العالمي، وجلسات لمناقشة الكتب وتوقيعها، وغيرها؛ مما يصقل عقلية المثقف ويمنحه دافعًا لمواصلة إبداعه.
فعاليات مستدامة
وأكد الكاتب والمترجم متعب الشمري أن المقاهي الأدبية هي الأماكن الأنسب لتطوير العملية الإبداعية، حيث تحلو في جلساتها، المريحة على الأغلب، الجدال والمناظرة والمراجعة والحوار، بعيدًا عن الضغوط الرسمية، وبدرجة أقل من جلسات الأندية الأدبية و«نخبويتها»، فتخرج منها منتشيًا وقد شحذت همّتك وطوّرت أفكارك، وتبادلت الآراء مع الآخرين، وتابع: تمنينا وجود هذه المقاهي الأدبية في المملكة منذ فترات طويلة، فكنا نتمنى وجود ما يضاهي مقهى «الفيشاوي» في القاهرة، أو مقهى «الزهاوي» في بغداد، أو «الهورس شو» في بيروت، وكنا وما زلنا نبدي الإعجاب الكبير برواد تلك المقاهي من الأدباء، والأحاديث والمغامرات والمعارك الثقافية، التي تجري خلالها، قد نكون تأخرنا في الانطلاقة، لظروف معروفة، لكن كما يُقال، فإن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا.
وأوضح أنه طالما أن هيئة الأدب والنشر والترجمة قد أطلقت برنامج الشراكات العملية مع المقاهي ذات التوجّه الثقافي، فسوف تكتسب تلك المقاهي الدعم المناسب لتحقيق رغبات الأديب والقارئ، وأندية الكُتّاب المتمثلة في تنظيم فعاليات أدبية مفتوحة أمام عموم أفراد المجتمع، شريطة أن تكون تلك الفعاليات مستدامة وداعمة للحراك الأدبي ونشر الكتاب.
جو أدبي
وأكد صاحب أحد المقاهي المشاركة في المبادرة سلطان الخان، أن المبادرة تساعد في إثراء الحركة الأدبية والثقافية عن طريق خلق جو أدبي غير مألوف، ومن الواضح في الوقت الحالي أن المقاهي أصبحت من المتنفسات الموجودة، خاصة بعد منع الحضور الجماهيري في المباريات وغيرها من الفعاليات بسبب الجائحة، وبحُكم أن أغلب زوار المقاهي من البالغين، ومن الممكن جذبهم لتكوين هواية أدبية جديدة.
وأشار إلى أن الجميع مستفيد من هذا التوجه، فوزارة الثقافة تؤدي دورها وتدعم الوعي الأدبي، ما يعود بالفائدة على المجتمع، وبالنظر إلى أصحاب المقاهي، فمن المؤكد أن هذه المبادرة تدعمهم من الجانب الاقتصادي أيضًا من خلال زيادة عدد المرتادين.
وحول إمكانية تهيئة المقهى لاستضافة الفعاليات الثقافية وأندية القراءة، قال: يمكن ذلك بناءً على عدة عوامل، منها مساحة المقهى، وتوفير المواد المطلوبة من منصات شرح وكتابة، وتهيئة البيئة المريحة والهادئة، وتوفير الخدمة اللازمة لإنجاح اللقاء أو الفعالية، وغير ذلك من الوسائل المهمة.
استقطاب الجمهور
وقالت الكاتبة جمانة السيهاتي: المقاهي، في وقتنا الآني، تسهم في استقطاب جمهورها ناحية الفعاليات الثقافية، فتجمع الجمهور وتقرّبه من الكاتب والمثقف والأديب، في بيئة أقل رسمية من بيئات النوادي الأدبية، والاجتماعات الثقافية في الجهات الرسمية التي قد تضع المتلقي في دوائر الحرج؛ مخافة رفض تقرّبه من الكاتب أو المقدم، لذلك أرى أن المقاهي الأدبية سيكون لها نشاط ذو أصداء عالية في دعم عجلة الثقافة المحلية، كما أن وزارة الثقافة الآن تقود ركبًا ثقافيًا هائلًا، وأعتقد أن مبادراتها المتجددة ستأخذ بيد المتطلعين والمهتمين بالشأن الثقافي إلى الأمام، خاصة أن الأديب والمثقف بحاجة لتوفير بيئة مساندة، تتيح لهم التقرب من الجمهور المتلقي، والتعرف عن كثب على تطلعاته الثقافية.
رفع للقيمة
وقال مؤسس مبادرة «قراءاتي» الثقافية، مشاري الناجم: نعلم جميعنا أن للثقافة الأدبية دورًا كبيرًا في تطوير أفراد المجتمع؛ ليكونوا أكثر إنتاجية وفاعلية في حياتهم اليومية، كما أنها ترفع من قيمة الكتاب الأدبي السعودي محليًا ودوليًا، وفي الآونة الأخيرة نجد أن هناك العديد من النوادي القرائية النشطة، التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في مبادرة «الشريك الأدبي»، وبصفتي صاحب مبادرة «قراءاتي»، أؤكد أننا على أتم استعداد للتعاون مع مقاهي «الشريك الأدبي» بالمنطقة الشرقية؛ لرفع مستوى مفهوم الثقافة المجتمعية في المملكة، وغرس حب قراءة الكتب في نفوس الصغار والشباب.