لفت المحامي نضال عطا إلى حرص الدولة على حماية المجتمع من خطر المخدرات التي انتشرت في السنوات الأخيرة في مختلف بقاع العالم، ولذلك سنت الأنظمة التي تحظر جلب وبيع وتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، لما فيها من أضرار على الفرد والمجتمع تتمثل في تغييب العقل وتدمير صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، كما تؤثر على أمن المجتمع. لافتا إلى أن الإسلام حث على حفظ الضروريات الخمس وهي «الدين والنفس والعقل والعرض والمال»، وأن الثابت هو إفسادها جميعا من خلال المخدرات، وبالتالي تؤثر على أمن وسلامة المجتمع والبلاد. وبين أن الأنظمة شددت العقوبات على مستوردي وجالبي ومهربي المخدرات والمؤثرات العقلية، وفقا لما نصت عليه المادة «37» من نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
عقوبات رادعة تحمي المجتمع
بين المحامي بندر العمودي أنه نظرا لدور المخدرات السلبي من الناحية الدينية والاجتماعية والاقتصادية والخلقية وغيرها مما ينعكس بشكل مباشر على حياة الأشخاص ويفكك أواصر المجتمع. ألحق المشرع أشد العقوبات على مروجي المخدرات، وجاء بباب العقوبات بنظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في المادة السابعة والثلاثين أنه يعاقب بالقتل تعزيرا من قد ثبت شرعا بحقه أي شيء من الأفعال التالية: تهريب المواد مخدرة أو المؤثرات العقلية، أو جلب أو تصدير أو استيراد وصنع أو إنتاج أو استخراج أو تحويل أو زراعة أو تلقي مواد مخدرة، أو حتى مؤثرات عقلية وذلك بقصد الترويج بغير الأحوال المرخص بها بهذا النظام.
استغلال الإنترنت لترويج السموم
قال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود، د. عادل عبدالقادر، إن الإحصائيات العالمية تؤكد أنه قد تعاطى أكثر من 269 مليون شخص المخدرات في 2018 بزيادة 30% عن 2009، ويمثل المراهقون والشباب بحسب تقرير للأمم المتحدة أكبر حصة، في وقت تعهدت فيها الحكومات بالتصدي للتحديات ومكافحة المخدرات، مشيرًا إلى أن منصات شبكات الإنترنت الخفية تتيح للمروجين والمتعاطين فرص الترويج والبيع، مبينا أن التجارة قد نمت وتغيرت مع تغير وتطور التجارة العالمية بظهور طرق جديدة لدخول البضائع واستهداف الحاويات بشكل أخص، مؤكدًا أنه في حال ثبوت أن المستقبل لتلك البضائع ليس متورطًا بجريمة وإنما تم إدخالها له عبر بضاعته لتكون بمثابة ستر للمخدرات دون علمه فهو بالطبع لا شيء عليه، ولكن في حالة أنه تبين تواطؤه فيتحمل المسؤولية وفقا لقانون العقوبات المنصوص عليه لمكافحة المخدرات.
يقظة «الجمارك» و«المكافحة»
ذكر الباحث الشرعي الشيخ زياد القرشي، أن يقظة رجال الجمارك ومكافحة المخدرات أفشلت عمليات تهريب المخدرات قبل إدخالها للبلد وتدمير المجتمع بها وتم إحباط آلاف الشحنات التي يتم تهريبها بتوفيق الله تعالى، ثم بفضل الاهتمام والرعاية والدعم السخي واللا محدود الذي تتلقاه تلك الجهات من القيادة الرشيدة -حفظها الله- بتزويدهم بالخبرات المتميزة وبأحدث الأجهزة الحديثة والبوابات الإلكترونية وعقد الدورات التدريبية المستمرة لهم داخل المملكة وخارجها وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على تجار ومهربي ومروجي ومتعاطي المخدرات والتعاون المشترك في تبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية في كل دول العالم.
عيون ساهرة ترصد كل شاردة
أكد الخبير الأمني اللواء المتقاعد عبدالله الجداوي، أن المملكة راسخة بعقيدتها وقيادتها وشعبها، مبينا أن الكمية المضبوطة من الحبوب المخدرة التي أرادوا إدخالها إلى السعودية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون تصرفا فرديا أو حتى جماعيا ولكنها تصرف مقصود ومدروس ومعلوم أصله ومصدره ومخططوه إلا أنهم غفلوا عن شيء مهم، وهو أن هناك عيونا ساهرة ترصد كل شاردة وواردة لوأد كل ما من شأنه المساس بالمملكة أرضًا وشعبًا وستبقى بحفظ الله أبية شامخة بتلاحم قيادتها وشعبها ولن تهزها أقاويل ولا أفعال الحاقدين والمرجفين وستمضي بلادنا قدمًا في خططها التنموية الطموحة للرقي بالإنسان والمكان وستبقى بصدرها الواسع درع العرب والمسلمين الحصينة تمد يدها بالخير في كل اتجاه.
استهداف الشباب يهدد المستقبل
أشار عضو الجمعية السعودية للاقتصاد د. عبدالله المغلوث إلى أن المملكة مستهدفة من أعدائها، الذين يحاولون إرسال بضائع مبطنة بالمخدرات سعيا من خلالها لضرب الشباب عمود المستقبل وأحد ركائز التنمية، موضحا أنه عندما تتعطل العقول تتخلف عنها مشاكل اقتصادية وأمنية، بالإضافة إلى الجرائم من قتل وسرقة. مؤكدا أهمية مواجهة تلك الجهات ومقاطعتها ليتراجع اقتصادها وحركة النمو بها. كما ينبغي إبلاغ مجلس الأمن لفرض عقوبات ضدهم، مبينًا أن ميناء اسكندرون التركي أصبح مهدِّدا وخطرا صريحا على أمن المملكة، ما يستوجب إعادة النظر في جميع الإرساليات القادمة منه.
ابتكار حيل جديدة للتهريب
أبان المستشار الاجتماعي إسماعيل المالكي، أن الضبطيات الأخيرة أثبتت أننا مستهدفون من الأعداء، بطرق مختلفة، والحرب الآن ليست صواريخ ودبابات وإنما عن طريق المخدرات أو الانحلال الفكري والعقدي ولكن بفضل الله ثم جهود مؤسسات الدولة التي ستكون حصنا منيعة لحماية المجتمع وخصوصا الأسرة لأنها المحور الرئيسي للمجتمع، مبينا أن الجمارك السعودية بفضل الله تقف بالمرصاد لهؤلاء الأشرار مهما حاولوا ابتكار طرق وحيل جديدة للتهريب، مبينًا أن ميناء اسكندرون أصبح مثيرا للريبة، لتكرار نفس السيناريو خلال الخمس السنوات الماضية.
ضربات متلاحقة لمخططات خبيثة
أضاف الخبير السياسي والأكاديمي د. أحمد الركبان، أن الجهود المباركة لإحباط مخطط ضخم لإغراق المملكة واستهداف أبنائها بكميات مليونية من حبوب الكبتاجون في محاولة قذرة وخبيثة مع اقتراب موسم الاختبارات والتي تنشط خلالها تجارة هذه الأنواع خاصة الكبتاجون كنوع من المنشطات والتي قد يقع ضحيتها أبناؤنا الطلبة بترويج من قبل ضعاف النفوس ضاربة بقرب شهر رمضان الكريم عرض الحائط مستهدفة الميناء الإسلامي. لافتا إلى أهمية جهود المملكة الصارمة في توجيه ضربات متلاحقة في حربها ومكافحتها للمخدرات.
