كان لإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء عن مبادرة «السعودية الخضراء» أثر كبير وصدى واسع، تناقلته الكثير من وسائل الإعلام العالمية ولقي إعجاب الكثيرين من سياسيين وعلماء في مجال البيئة.
إن تلوث الهواء يصنف من قبل منظمة الصحة العالمية على أنه أخطر مهدد بيئي لصحة الإنسان، وإن أكثر من 90% من البشر يستنشقون هواء ملوثا، وفي دراسة حديثة نشرتها جامعة برمنجهام الشهر الماضي قدرت أن شخصا من بين كل خمسة يموتون بسبب تلوث الهواء، إن هذه المبادرة لهي نقلة نوعية في مجالات الصحة والبيئة والاقتصاد فقد أثبتت دراسة علمية منشورة لإدارة الزراعة الأمريكية «ما يعادل وزارة الزراعة في السعودية» بأن الأشجار لها القدرة على إزالة 9 إلى 13 مليون طن من ملوثات الهواء في العام الواحد، وأيضا إن الأشجار تقدم قيمة صحية من خلال تقليل المؤثرات الصحية للفرد، حيث تقدر هذه القيمة بين مليار ونصف المليار دولار إلى 13 مليار دولار كل عام واستخلصت هذه الدراسة أنه كلما زادت المساحات المغطاة بالأشجار ارتفعت القدرة على إزالة الملوثات، وكلما كانت هذه الأشجار موجودة بكثرة في المناطق المكتظة بالسكان كانت المنفعة أكبر،
و في دراسة أخرى أوضحت نتائج دراسة نشرت بواسطة جامعة اديلايد الأسترالية تشير نتائجها إلى أن الأشجار قادرة على خفض درجة الحرارة بين درجة إلى 8 درجات مؤية وعلى إثرها تقليل الطاقة المستخدمة لتبريد المنازل، وتقليل سرعة الرياح بنسبة 10% وبالتالي تقليل قدرة الرياح على حمل ذرات الغبار وأيضا تقليل الطاقة المستخدمة للتدفئة في الشتاء، وبلغة الأرقام فإن برنامج زراعة 11 مليون شجرة في لوس أنجلس قدر له فوائد كثيرة على الأفراد منها انخفاض فواتير استهلاك التكييف 50 مليون دولا لكل عام، وفي الختام لابد التنويه أن هذه المبادرة هي مبادرة طويلة المدى وتحتاج إلى الصبر حتى تظهر نتائجها الفعلية حيث إن فعاليات الأشجار تزداد كلما كبر حجم الشجرة.
الدراسات في هذا المجال كثيرة ومفيدة جدا ونحن أمام نقله نوعية غير مسبوقة يقودها الملهم الأمير محمد بن سلمان واضعا كل التحديات سلماً يرتقي به بالشعب السعودي للقمة.
@MannaAlwadei