@arwaalmohaisin
كما ذكرنا سابقًا أنها مدرسة فنية ظهرت في بدايات القرن العشرين، وتعتبر هذه الحركة ثورة ضد التعاليم المتحجرة في الأكاديميات، قاد مسيرتها هنري ماتيس ومعه مجموعة من الفنانين المشهورين منهم: جورج رووه - وراءول دوفي - ومريس فلمنج، وأكدت هذه الحركة الألوان الصارمة، وأبرزت الحدود الخارجية للأجسام المرسومة، وحرفت في المظهر الطبيعي لتبرز الانفعالات بشكل واضح، هناك جماعة من الفنانين يعتبرون شعبيين، وكانوا يلقبون أحيانا بفناني أيام الأحد نسبة لأنهم كالهواة يرسمون في أيام الإجازات، وتقترب فنونهم من الفنون الشعبية الخالصة، التي تحرر من كل القيود الهندسية المعروفة كالمنظور والظل والنور، وتخرج رسومهم عادة ساذجة؛ لأنهم يعبرون بفطرتهم عن الموضوعات، التي تثيرهم بطريقة تشبه إلى حد كبير ما يتبعه الأطفال عند تعبيرهم بالرسم عن كثير من الموضوعات، ومن أهم هؤلاء الفنانين هنري روسو، الذي تميزت أعماله بالبراءة والسذاجة، وكان موظفا بالجمارك، وإنتاجه الذي حققه في وقت فراغه يرتبط إلى حد كبير بإنتاج بعض السرياليين، الذين جاءوا بعده، وصفة رسومه البدائية ساعدت في أن يتذوق الجمهور بعض الأعمال الفنية لغيره من الفنانين، الذين يسمون أحيانا بالبدائيين الحديثين.
والوحشية لم تستمر سوى سنوات عدة؛ إذ نشأ أعلامها وتربوا على أن حريتهم المطلقة تمنعهم من التقيد بأسلوب واحد، وكانت الساحة الثقافية زاخرة بالتأثيرات الفنية المختلفة، التي تدفع الفنانين إلى التغيير. فهذا أسلوب الفنان سيزان يفرض وجوده بالتبشير بالفن التكعيبي، ذي البنية المتينة والرصينة، الذي أعاد إلى الحجم والبعد الثالث دورهما. وهذا الفنان بيكاسو يزاوج بين الفن التكعيبي والفن الأفريقي في لوحته «نساء أفينيون». وكان لهذه التأثيرات أن افترق الفنانون الوحشيون ليتبع كل منهم أسلوبه الخاص، فظهر الخط والزخرفة في أسلوب ماتيس، لاسيما بعد زيارته الجزائر، كما عاد الخط المتحرك إلى أسلوب الفنان دوفي، والخط الأسود العريض إلى أسلوب رووه، الذي قرّبه من التعبيرية الألمانية، ومال الفنان براك نحو المدرسة التكعيبية، وفلامنك نحو الألوان القاسية المأسوية، وتحولت أعمال ديران إلى كتل مبسطة تحددها خطوط قاسية. في حين بقي فان دونغن على أسلوبه، وبذلك انفرط عقد المدرسة الوحشية، التي عدت ذروة الفن التشكيلي من حرية وصفاء.
@arwaalmohaisin
@arwaalmohaisin