قال: الله يهديك لا تصير متشدد، اليوم أول أبريل.
قلت: ماذا يعني أول أبريل؟
قال: يعني الكذب مسموح!
قلت: ولكن في ديننا الكذب محرم وغير مسموح في جميع الشهور.
قال: ما قلت لك أنك جاهل!
ولصديقي الكاذب من صديقه الجاهل أحب أن أسأل: هل العالم لا يكذب إلا في أبريل أم أنه لا يصدق إلا في أبريل، هذا الموضوع يجب أن يكون موضوع اهتمامه وبحثه أكبر من كذبة يرسلها في بداية شهر أبريل!
وأيضا عندما نرى هذا التقليد العالمي الذي ينسبه البعض لعيد هندوسي يسمى هولي، وهناك من ينسبه لوقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول وهناك من ينسبه لشعوب عاشت في عصور مظلمة لسنوات طويلة، يجب ألا ننساق خلف كل ما يقال عنه أنه تقليد عالمي، بل نفخر ونفاخر بديننا العظيم، ونقدمه لمن يقدر الصدق، والصدق -كما غيره من الأخلاق الفاضلة- فطرة لدى البشرية وليس أمرا نسبيا يختلف باختلاف الثقافات، فقد قال محمد بن عبدالله الذي جاء هاديا للإنسانية ويريد الخير لها صلى الله عليه وآله وسلم «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، وجعل طريق التميز والنجاح على المستوى الشخصي والجماعي هو الصدق فقال صلى الله عليه وآله وسلم «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا».
فالموظف الذي يريد النجاح، والمدير والمؤسسة والبيت ومعرف موقع التواصل ليس له طريق إلا الصدق في جميع جوانب حياته، أما من امتهن الكذب فطريق الفجور والانضمام لفرق الكذابين ومن ثم النار.
بل ربى الإسلام التفكير الناقد عند الإنسان فحذر من التساهل في نقل الكذب بلا تفكير فيما يسمع ويقرأ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع».
يجب أن نعتز بديننا وقيمنا فنحن نملك دينا عظيما، وقيما تحتاجها البشرية، ولا ننجرف فنشرعن الكذب والأخلاق السيئة مهما كانت الهالة!
shlash2020@