في الثاني من أبريل من كل عام يتميز هذا اليوم بالبهجة الطفولية حيث يحتفل العالم والمثقفون والأدباء من حول العالم سنوياً باليوم العالمي لكتاب الطفل والذي يصادف يوم ميلاد الكاتب العالمي الدنماركي الشهير هانز كريستيان أندرسن حيث يتم تسليط الضوء على أهمية الكتاب والقراءة وأدب الطفل في المجتمعات بشكل عام وتحفيز الأطفال واليافعين على تنمية مهاراتهم الإبداعية من خلال دفعهم للإبحار في أعماق القراءة وصقل مواهبهم بشغف المطالعة من أجل تنمية أفكارهم وعقولهم بما يثريهم.
للسنة الثانية على التوالي بسبب فيروس كورونا رغماً عن الظروف القاهرة تم الاحتفال بهذا اليوم في كل مكان بالعالم بشكل استثنائي ومختلف عبر المنصات الافتراضية للابتعاد عن التجمعات واتباع الإجراءات الاحترازية التي توصي بها حكومات الدول لمكافحة كوفيد 19، ولكن مؤلفي وكُتّاب قصص الأطفال البارزين في المجال الأدبي قدموا كل ما يبني الفكر النيّر لدعم الكنز الفكري للأطفال رغماً عن التباعد الاجتماعي والعزلة المفروضة على الجميع لم يستسلموا بل أطلقوا عدة فعاليات ومبادرات وقراءات جماعية وكذلك مسابقات تحفيزية «عن بعد» ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي لاقت استحساناً من قبل الجمهور والأطفال أيضاً الذين استغلوا استخدام التكنولوجيا في ما ينفعهم ويثري التواصل المجتمعي مع الأفراد، ولا سيّما المكتبات الثريّة التي تحتضن آلاف الكتب والألعاب التعليمية قدّمت كافة دعمها حيث اهتمت بتقديم العروض الترويجية على كتب الأطفال واليافعين للاهتمام أكثر بالكتاب الورقي الذي لا يقل هيبة عن الإلكتروني في زمننا الحالي.
مؤسف أن يتم تسمية أبناء هذا الجيل بـ (جيل الآيباد) لقلة ذكائهم وفضاوة المخزون المعرفي لديهم وتفاهة نشاطهم واهتماماتهم بما يضرّ نماء أجسادهم الفكرية التي تنعكس أيضاً على تصرفاتهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين، وحتى قد يؤثر ذلك في أخلاقياتهم وعاداتهم المكتسبة، لذلك بهذه المناسبة المهمة والكبيرة بمحتواها وتركيزها على الطفل الذي يعتبر نبراس المجتمع وعموده نوصي الآباء والأصدقاء والمعلمين بأن الأطفال واليافعين هم شعلة ثقافية لن تنطفئ إذا تم الاهتمام بتنمية مهاراتهم وهواياتهم ومواهبهم وإشعال عنصر التساؤلات والخيال لديهم من خلال تغذيتهم وإمدادهم بالطاقة المعرفية وتسليحهم بأقوى الأسلحة وهي «القراءة»، الكتب ثروة عظيمة لا يدرك قيمتها الجاهل.
DalalAlMasha3er@