وترى البخيت أن لكل لون اسما ولحظة تشرق بوهج مختلف، وتنساب على هيئة نص متكامل بليغ، تقرأه بعين الحب كأن الحب وسيلتها للحياة، ففي آخر أعمالها لوحة «أنثى بآلاف القصائد حُبلى»، وهي مطلع قصيدة للشاعرة حوراء الهُميلي، أطلقت عليها هذا الاسم لعمق الوقت والوضع الذي كانت تعيشه مع تفاصيلها، فبدأتها في أيام الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا، وتضمنت اللوحة جزءًا من ذلك المنعطف الزماني الذي أصبح العالم بعده ليس على سابق عهده.
وحول الصعوبات التي واجهتها، قالت: لن أتحدث عن صعوبات مادية أو زمانية أو مكانية، لكنَّ هناك تحديين أوجه بهما نفسي، الأول: إيمان الآخرين بما نصنع وحديثهم أن الرسم «ما يأكل عيش»، وأقول إني لا أريد أن آكل «عيشًا»، فمن عاش لعيشه فقط مات وحيدًا، غايتي مختلفة بلون الريشة التي أعشقها، أطمح لثمار جنيه أبصرها في الفكر والرسالة، وهي ثاني رسالة أريد إيصالها من خلال هذه اللغة العالمية الصامتة، فإن كنت أعطيت من عمري ما يقارب العشر سنوات للرسم بلا رسالة واضحةـ فإنني أحاول فيها الإتقان والإبداع والصقل الحقيقي لما وهبني الله من نعمة؛ حتى تصل إلى الآخرين جميلة المنظر، سهلة الهضم، قوية الجذب، عميقة المعنى، يستطيع قراءتها الجميع ومن زوايا عديدة، وإن كانت عنصرًا واحدًا فقط في نظرهم، وعالمًا واسعًا بعين ألواني.
وأكدت أهمية إيجاد بيئة محتضنة لفن الرسم، تحتضن جميع موهوبي هذا الفن بعيدًا عن متطلبات الشهادات الأكاديمية، فالموهبة ليست كالهواية تُكتسب فقط بالتعلم، بل الموهبة هبة من الله تعالى منحها للإنسان، وهو بدوره مكلف برعايتها، مشيرة إلى أهمية الرسم الأكاديمي والهواية، وأن كليهما مكملان لبعض، خصوصًا لمن يريد امتهان هذا الفن وتدريسه أو تدريبه، وكلما حدد الفنان توجهه لخامة معينة، استطاع الإلمام بالمدرسة التي تخصها، وهذا يختصر الكثير من الجهد والتشتت بين جميع المدارس الفنية.
وحول بيع اللوحات، قالت: حين أرى من يقدر فعلًا حجم الوقت والجهد الذي أبذله في صناعة لوحة بخامة الألوان الخشبية، فحينها أستطيع بيع لوحتي له، وبغير ذلك لا يسمح لي شعوري وتقديري لنفسي بالبيع، ولكن بالإمكان طباعة نسخ مطابقة للواقع وبيعها.