وبحسب التقرير الصادر بعنوان «تأمين مستقبل العمل» عن كاسبرسكي، يتمثل أبرز دافعَين لهذا التوجه الوظيفي، بحسب الدراسة الاستطلاعية التي صدر التقرير بناء عليها، في الطموح للحصول على راتب أعلى، بنسبة 52 % من الموظفين المشاركين في الدراسة، والحفاظ على توازن عادل بين العمل والحياة بنسبة 41 %، وهو ما يرى الخبراء أنهما دافعان طبيعيان ومفهومان في ظل هذه الظروف.
وأضاف إنه رغم حالة عدم اليقين التي تسود سوق العمل، لا يزال لدى الموظفين آمال وطموحات مستقبلية؛ فبينما يفضل 44 % منهم البقاء في أدوارهم الحالية، هناك العديد من الموظفين الذين يشعرون بالجرأة على التفكير في إعادة رسم حياتهم العملية لتناسب حياتهم الشخصية بطريقة أفضل، وحظي الأشخاص وسط حالة الإغلاق والعمل عن بُعد بمزيد من الوقت للتفكير في وظائفهم المستقبلية، أو تحسين مهاراتهم المهنية أو تعلّم شيء جديد.
وذكر التقرير أنه أيًا كان التوجّه الذي يختاره الموظفون، فإن أكبر حافز لهم لتجربة وظيفة جديدة كان الحصول على راتب أفضل 52 %، فيما جاء خلق توازن أفضل بين العمل والحياة ثاني أكثر الأسباب شيوعًا بنسبة 41 % من المشاركين في التقرير.
وكشفت الجائحة عن الاهتمام بقضاء المزيد من الوقت في المنزل مع العائلة، وكذلك متابعة الاهتمامات الشخصية والهوايات، وقد يرغب الموظفون في إبقاء هذه الفرصة مفتوحة.
وبعد حافزي الراتب والراحة الشخصية؛ فإن البحث عن دور وظيفي ذي قيمة أعلى ومغزى أكبر كان ثالث أهم سبب قدمه المشاركون في الدراسة بنسبة 39 %، وقد تكون أحداث العام 2020 قد سمحت للموظفين بإعادة التفكير في عملهم الحالي وإدراك قيمة وقتهم وما يريدون قضاءه فيه.
وقال سيرجي مارتسينكيان، رئيس قسم تسويق المنتجات التجارية لدى كاسبرسكي، إن الموظفين سيخلقون «واقع عمل جديدًا» عبر إعادة التفكير في رغباتهم وقدراتهم، مضيفًا: «سواء غيّروا وظائفهم أم ظلوا في أدوارهم الحالية، فسوف يسعون جاهدين للحفاظ على مزايا الراحة التي يحظون بها عند العمل عن بُعد، ولكن عليهم لتحقيق ذلك أن يتبنوا الموقف المناسب ويتعلموا المرونة ويعملوا بطريقة أذكى، كما يتعين عليهم بالطبع تنظيم بيئة عملهم وتحمل المسؤولية عن موثوقيتها وأمنها، وقد تصبح هذه ميزة تنافسية في نظر أصحاب العمل».