وكانت الجائزة قد مُنحت إلى د. فايز بن موسى البدراني الحربي عن أعماله في موضوع «الدراسات الوثائقية للأملاك في المدينة المنورة خلال الفترة من القرن التاسع إلى بداية القرن الرابع عشر هجري، الموافق بداية القرن الخامس عشر إلى بداية القرن العشرين للميلاد»، كما مُنحت إلى د. تنيضب الفايدي، عن مجمل أعماله؛ تقديرًا للمؤلفات العلمية والبحثية التي أنجزها على مدى سنين طويلة من العمل البحثي الميداني والمؤصل.
شرف الفوز
قال د. فائز البدراني الحربي: لا شك أن الفوز بجائزة مرموقة مثل جائزة أمين مدني يُعد إنجازا كبيرا وتكريما رفيعا للباحث، لأن هذه الجائزة، التي يشرف عليها نخبة من كبار المؤرخين والآثاريين في بلادنا، اكتسبت سمعة هائلة في الأوساط العلمية والثقافية، ليس في المملكة فقط؛ بل حتى على الصعيدين العربي والإسلامي، لذلك فإني تشرفت بالفوز بها، وأشعر بالسعادة والبهجة، وبالامتنان لمؤسسة الجائزة ولجانها العلمية وأعضائها الفضلاء.
أفضال المدينة
وعن اختيار المدينة المنورة موضوعًا للجائزة، أوضح الحربي أن المدينة المنورة هي مهجر النبي، وهي عاصمة الإسلام الأولى التي شع منها نوره إلى كل أنحاء المعمورة، وفيها قبره، (صلى الله عليه وسلم)، وحجرته، ومسجده، وأضاف: لذلك كانت المدينة المنورة منارة للعلم ومقصدًا للعلماء على مر التاريخ الإسلامي، ولهذا أيضا كانت محل اهتمام الدولة الإسلامية عبر عصورها، وكان التأريخ لها موضوعًا مرغوبًا لدى العلماء لفضلها ولمكانتها، وأرى أن جائزة أمين مدني تأتي امتدادًا للعناية بتاريخ المدينة، وإسهامًا في نهضتها الثقافية، والمجال لا يتسع للحديث عن أفضال المدينة وأهميتها.
روح المنافسة
وحول أهمية الجائزة في إبراز الحراك التاريخي الثقافي، قال د. تنيضب الفايدي: الجوائز لها دور كبير في تنمية المجتمعات وتطورها، فهي تسهم في إذكاء روح المنافسة الشريفة، وبالتالي الحصول على نتائج إيجابية، أبرزها التقدم في العلوم والمعارف ودفع عجلة التنمية والتطور بصورة متسارعة، بالإضافة إلى غرسها الثقة في النفوس لتدفعهم قدمًا إلى غزارة وجودة إنتاجهم، والسعي الدؤوب للتطور والرقي والإبداع، وهي ليست فقط لتقييم الأعمال الكاملة للمبدعين، وإنما لتشجيع الأفراد والمؤسسات لمزيد من العمل والإنتاج، وتُخلّد اسم المتبرع للجائزة تاريخيًا، فكل جيل يتمنى الحصول على الجائزة التي قررها ذلك المتبرع، ولعل الشيخ المؤرخ الأديب أمين مدني، مثال على ذلك، إذ أصبحت الجائزة التي تحمل اسمه معروفة لدى الباحثين، ويتسابق العشرات على الفوز بها.
كنوز الوطن
وأكد الأثر الكبير للبحوث العلمية في تعزيز معرفة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها وجغرافيتها، قائلًا: تُبرز البحوث باختلاف أنواعها الحضارات السابقة وزمنها وطبيعتها، والاستفادة منها وتطويرها، وتعمل على تعزيز مكانتها بين كل جيل، وإبراز ما قدم هذا الجيل، والآثار في الوطن الغالي تدل على أن كل أرجاء الوطن عبارة عن طبقات حضارية تاريخية في كل موقع، كما أصدرت ثلاثين مؤلفًا تبرز تلك الحضارات، وتم توثيقها بالصورة والمصدر، وستثبت الأيام أنها أوثق ما أُلِّف عن كنوز الوطن.
تحفيز النشاط
جدير بالذكر أن الجائزة التي تحمل اسم المؤرخ والأديب أمين مدني، أُنشئت عام 1409هـ بتوصية من الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وانطلقت في دورتها الأولى عام 1414هـ - 1994م، وتهدف لتحفيز النشاط البحثي في تاريخ الجزيرة، والإسهام في تعميق المعرفة بتاريخها وحضاراتها وتراثها.