وتتميّز الصحاري المحيطة بالجوف بربيعها الخلاب المُصاحب له ظهور زهور الخزامى، التي يُطلق عليها «اللافندر»، وتتميّز بعطرها الفوّاح الذي نشر في المكان عبق الزهور، جاذبًا الزوار من محبي التنزه والتخييم، وتكتسي الأماكن المحيطة بمنطقة الجوف بغطاء كثيف من النباتات البرية التي نبتت بعد سقوط الأمطار على المنطقة خلال فصل الشتاء، وأضحت الآن أرضًا خصبة لرعي الأغنام، واشتهرت من هذه النباتات زهرة الخزامى، وغيرها من الزهور العطرية.
الجمال البنفسجي
وتُعرف الخزامى بلون زهرها البنفسجي وأوراقها الصغيرة الخضراء، وتغطي مساحات شاسعة من براري منطقة الجوف، راسمة لوحة بديعة من وحي الطبيعة يصعب على الإنسان اختزال منظرها الجاذب للعين، فضلًا عن رائحتها العطرية الفوّاحة التي تدخل السرور إلى أهالي مدينة سكاكا، الذين تزوّدهم الرياح الشرقية الخفيفة بعطرها الأخاذ.
زيت عطري
وللزيت العطري في زهور الخزامى أهمية كبيرة من الناحية التجارية، خصوصًا أنه يُستعمل كثيرًا في صناعة العطور، وبشكل أقل في صناعة الأدوية أو المعالجة، والرائحة اللطيفة العطرية توجد في الزهر وفي كل أجزاء الشجيرة.
الشعراء يتغنون
وتغنّى العديد من الشعراء بزهرة الخزامى، فقال الشاعر عبيدة بن الأبرص «وَرِيحِ خُزَامَى في مَذانِبِ رَوْضَةٍ.. جَلا دِمْنَها سارٍ منَ المُزْنِ هَطّالُ»، بينما قال امرؤ القيس: «كأن المُدامَ صَوْبَ الغَمام.. ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُر»، وقال الحطيئة «تَضَوَّعُ رَيّاها إذا جئتَ طارِقًا كَرِيحِ.. الخُزامَى في نبات الخَلَى النَّدِي»، أما الشاعر عنترة بن شداد فقال: «وريحُ الخُزَامى يُذَكِّرُ أنْفي.. نَسيم عَذَارَى وذَاتَ الأَيادي».
معالم أثرية
وتشتهر منطقة الجوف أيضًا بعدّة عناصر تعزز من مكانتها في خارطة السياحة الوطنية، ويأتي في مقدمة هذه العناصر غِناها بالمعالم الأثرية التي تُعبّر معالمها عن عصر الخلفاء الراشدين، بالإضافة إلى تراث المنطقة، وما يحمل من عراقة وأصالة تميّز بها أهالي الجوف، فضلًا عن النهضة الزراعية التي شهدتها، وجعلتها تتفوق في زراعة أجود أنواع شجر الزيتون الحائز إنتاجه على جائزة الجودة الأوروبية.