تسارع العوائل في هذه الأيام لشراء احتياجاتها قبل دخول الشهر الكريم، وتعد ربة البيت قائمتها الطويلة العريضة لطلبات رمضان، وتذهب بصحبة رب البيت إلى السوبر ماركت أو الهايبر ماركت، ويدفع كل منهما عربة علها تكفي لحمل الأصناف المختلفة من المشتروات، ولا يخرجان إلا وقد ملأ كل منهما عربته بكافة الأنواع والأصناف المختلفة من الطعام، وبعد ذلك قد يعود رب البيت إلى المكان مرات عديدة لاستكمال بعض الأصناف التي سقطت من القائمة.
وهنا ونحن ننعم بالقدرة على شراء كل ما تشتهيه أنفسنا من نعم الله، علينا أن نتذكر حاجة غيرنا إلى القليل من ذلك، وكيف أن البعض منهم سيدخل عليه هذا الشهر الكريم وهو لا يعرف ماذا سيطعم به عياله، إن رمضان مدرسة لنربي بها أنفسنا على الأخذ بالقليل والاكتفاء بما تيسر، وأن يكون هذا الشهر دافعا قويا لنا لأن نتلمس من خلاله حاجات غيرنا ممن لم يتمكنوا حتى من مجرد التفكير في ما سيقدمونه لأسرهم، وأن نتعاون مع بعضنا البعض لتلمس حاجات أولئك ممن أغناهم تعففهم عن السؤال، فكم من أسرة غيب عائلها الموت أو المرض أو السجن، وكم من أسر عجز عائلها عن إطعام أفرادها لقلة ذات اليد وكم وكم من حالات صعبة أخرى، فلا ينسينا انشغالنا بتوفير احتياجات أسرنا واجبنا تجاههم ولنحرص على تفقدهم في هذا الشهر وبعده، ولنتمثل قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حيث قال «إن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كربا، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا».
قال عبدالعزيز جويدة
حزينا عشت يا أمي على الفقراء
تبلل خبزها دمعا لتأكله صباح مساء
حزينا حين ألمحهم فلا حلم بأعينهم... ولا حتى بصيص رجاء
azmani21@