فبالتربية الإيمانية بالطبع والتي تبنى على خطوات تربوية تختلف من طفل لآخر بحسب عمره وبنيته، كما يجب أن يتم التأكد من قدرته على خوض تجربة الصوم صحيا، وعلينا تعريفهم المفاهيم المتعلقة بالصيام بما يتوافق مع إدراكهم وعمرهم الزمني والعقلي.
نحدثهم عن فضائل الصوم، وأنه سبب مهم من أسباب دخول الجنة، وأن في الجنة بابا يسمى الريان يدخل منه الصائمون. وأن في هذا الشهر نزل القرآن الكريم وفيه تصفد الشياطين وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار والمهم أن يعرفوا أنه ركن من أركان الإسلام بأسلوب يتوافق وعمرهم الزمني وإدراكهم العقلي.
«يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون».
ويتعلمون أيضا من خلال صيام أيام من شهر رمضان أو حتى ساعات، يتعلمون ضبط النفس والالتزام والصبر بقلوب صافية ونفوس مطمئنة وحب وتعاون وتراحم فيتذكرون الفقير عندما يشعرون بالجوع والعطش، علاوة على أن هذا الشهر الكريم يعلمهم الأمانة والخوف من الله وينمي أيضا فيهم ملكة مراقبة الله فهو سبحانه وتعالى يراهم وإن لم يروه.
فمن حق الأطفال على الكبار أن يعلموهم فضل شهر الصيام الذي فرضه الله على المسلمين ويعلموهم الكثير من العبادات بما ينعكس على سلوكهم في شؤون حياتهم مستقبلا فتسمو وترقى نفوسهم في هذا الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وأيضا في جميع أشهر السنة.
علينا كأسر المشاركة والشعور بالآخرين كزيارة الأرحام وإكرام الجار وهذا ما يحدث بالفعل عند كل الأسر فيتأكد إحساس الطفل بأنه يعيش الأجواء الاجتماعية في رمضان مع أسرته ومجتمعه، فتنمو لا شك قوة الإرادة لديه.
أما بالنسبة لمحاكاة الكبار في الصيام فقد أكد مختصون على وجوب تدريبهم وتعويدهم تدريبا تدريجيا مع مراعاة صحتهم وبنيتهم وعمرهم.
وأكدوا أيضا على تحديد صوم ساعات في اليوم أو أيام في الشهر، فعلى الأهل أن يبدأوا تدريب الأطفال على الصيام تدريجيا وذلك لفترة زمنية قصيرة لا تتعدى بضع ساعات في بداية النهار. مثلا: من الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر. وأن يبدأوا معهم بصيام أول يوم من شهر رمضان وأيام من الشهر وآخر يوم منه. فصيام الأطفال ترغيب لا إجبار.
وكل عام وأنتم والأمة العربية والإسلامية بخير..
[email protected]