وافر الدعاء للمولى أن يديم النعم والحمد لله سبحانه أن جعل بلاد الحرمين في أمن وأمان واستقرار وحياة كريمة، حيث إن هذه النعم العديدة تحتاج للشكر وليس الكفر والنكران من خلال التذمر وإظهار النقص والقصور التي يفهم منها أننا كمواطنين سعوديين نعيش في ضيق ونكد ولا تتوافر في بلادنا الخدمات ولا متطلبات الحياة الأساسية، وفي نفس الوقت نظهر أن غيرنا من الدول أو الناس أفضل منا ككيانات أو شعوب وأن حياتهم مترفة ومريحة ولا توجد لديهم أخطاء أو قصور كدول أو مواطنين.
إن هذا التذمر والكلام السلبي المستمر على الوطن وحياتنا اليومية فيه يعتبر «تجاوزا للحقيقة» التي يعرفها كل منصف يعيش في المملكة العربية السعودية سواء كمواطن أو كمقيم أو حتى كزائر، فالشمس لا تغطى بمنخل لأن كافة متطلبات الحياة اليومية الأساسية موجودة من منشآت عامة كمستشفيات وطرق وجامعات ومطارات وغيرها تغطي جميع مناطق المملكة ونفس الأمر ينطبق على توافر الخدمات كالماء والكهرباء والهاتف وغيرها،،، أضف إلى ذلك والأهم هو الاستقرار السياسي والمحافظة على الأمن ومحاربة كل أشكال الجريمة والاهتمام بأمور المواطن بالداخل والخارج... لذا يبرز السؤال المنطقي والمنصف لماذا التذمر المستمر وأين الخلل الكبير الذي يبرر هذا الجحود للوطن وقيادته وكذلك لماذا هذا الحرص والإجهاد بالبحث عن أي خطأ أو قصور ولو كان بسيطا لإظهاره ونشره بكل وسيلة... وكل منصف ومحب لبلده يقول نعم توجد بعض الأخطاء والنواقص ولكن ليس بالمستوى الكبير الذي يؤثر على الحياة العامة للناس كما أنها في الغالب تعالج مع الوقت.
إن الواقع الحقيقي يشير إلى وجود بعض الأشخاص الذين يعيشون على مبدأ (خالف تعرف) في جميع محاور حياتهم حتى مع أسرهم لأن هذه الطبيعة السيئة هي نوع من المرض غير الظاهرة معالمه، إنما هو في بعض النفوس البشرية التي لا يعجبها العجب ولا صيام رجب (كما يقال)، رغم أن ديننا الحنيف يحث على الحمد والشكر لله على نعمه وأن نكون مبشرين بالخير (بشروا ولا تنفروا) مع استمرار الدعاء للبارئ سبحانه أن يتمم علينا نعمه وأن يصلح الحال، كما يجب ألا نبخل بتقديم النصح والمشورة الطيبة لعلاج أي خطأ أو قصور قد يحدث من أي شخص مهما تكون مرتبته أو جهة مهما تكن مكانتها لأن ذلك فيه طاعة لله وحماية للبلاد والعباد من أي سوء أو مكروه.... وإلى الأمام يا بلادي.
[email protected]