هناك قاعدة اقتصادية تقول (اشتري ما تحتاج وليس ما يعجبك) فما تحتاج بسيط وما يعجبك ليس له نهاية! وأخرى تقول «لقتل الغلاء ابحث عن البديل» ثقافة التسوق لدى بعض الأسر معدومة والنساء دائما ضحية التخفيضات والعروض الترويجية والرقم الذي ينقص عن الألف ريال واحد 999 ﷼! نحن مجتمع استهلاكي وتبهرنا الدعاية والمكان والعرض والديكور! نشتري أكثر من حاجتنا ونذهب للأسواق لشراء منتجات معينة ونعود بنصف ما نحتاج والكثير مما لا نحتاج ! ومع قدوم الشهر الكريم ترتفع القيمة الشرائية بشهادة البنك المركزي السعودي الذي جاء في خبر له أنها ارتفعت إلى أكثر من 11 مليار ريال.
تجار الجملة والتجزئة يستغلون هذا الاندفاع لنفض المخازن وزيادة الأسعار، مازالت أسر تعتقد أن شهر رمضان للأكل وليس للصيام عنه وفي مخازن بيوتهم مشتريات رمضان الفائت وبرغم ذلك فإن التسوق لرمضان هو عادة وليس حاجة، صحيح أن المائدة الرمضانية لها نكهة خاصة وأطباق معينة ولكن الهدر والمبالغة هو حديثنا، أقول لكل ربة منزل كوني موفرة وليس منفرة «اعتني بالأطباق الصحية وقللي من المضرة، أنت سيدة الموقف» وبطون أبنائك وزوجك وذويك أمانة. كوني أكثر دهاء من التجار الذين يغلفون عددا من المنتجات بسعر يقولون إنه مخفض فهي أما قريبة الانتهاء أو رديئة الصناعة أو الإقبال عليها ضئيل، ثقي بأن غالي الإثمان يوجد عنه بديل، دائما ابحثي عن البديل الرخيص والجيد ولا تعتقدي أن غلاء السلعة دليل على جودتها، فقد تتحملين تكاليف النقل من بلد المنشأ وقد تساهمين في دفع غلاء إيجار المحل والرسوم الحكومية، كل ذلك يحملك إياه التاجر دون أن تشعري، هناك سلع غالية جدا وليس السبب الوحيد هو جودتها فأنت تشترين اسم الماركة وبلد المنشأ وقيمة الدعاية لها في وسائل الإعلام، حكمي عقلك في كل ما تضعينه في العربة وكوني حذرة من تشابه السلع، فهناك مشروب رمضاني مصنوع في ثلاث دول فابحثي عن الأجود والمؤرخ حديثا، ثقي يا سيدتي بأن أواني المطبخ لديك ستفي بالغرض وأن البساطة دائما في طريقة التقديم محببة للضيف فالصائم يأكل ويستمتع بما في الصحن ولا يأكل الصحن.
أخيرا وليس بآخر نقول لرب الأسرة «افعل ما تؤمر» وأنا أبرأ إلى الله أن أكون سببا لمشكلة في أي بيت.
تحويلة:
لم نعد نسمع «مدفع رمضان» الذي كنا نطرب إلى سماعه لإفطار أو إمساك، لعل التوسع العمراني وانتشار وسائل الاتصالات والتقنية حال دون ذلك، ولكن يبقى دوي مدفع رمضان يتردد في آذاننا، فهل نسمعه الأعوام القادمة.
والله المستعان.
@sajdi9