أعتدنا في هذا البلد المعطاء ولله الحمد على بذل الخير للفقراء والمحتاجين سواء من داخل المملكة أو خارجها، لن أتحدث عن دعم السعودية لكافة أقطار العالم والوقوف معهم في كافة الكوارث الطبيعية أو الحروب الأهلية، لأن المجال لا يتسع والأرقام المليارية لا تكذب والتاريخ خير شاهد على تلك الجهود العظيمة.
سأتحدث عن موائد أو (سفر) رمضان التي اعتاد أهل الخير على بذلها في شهر رمضان داخل المساجد والجوامع للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وهي تدل على كرم أهل بلاد الحرمين في كافة مناطق المملكة وحرصهم على الخير ورضا الله -عز وجل- حيث الأجر العظيم لمن فطر صائما، وكما قال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) وبحكم أن هذا العام تم تعليق تلك الموائد التي تقام سنوياً من قبل الجهات المعنية بسبب وباء كورونا ـوقانا الله وإياكم شرهـ نظراً لما يتم في تلك السفر من احتكاك جسدي وتقارب ربما يساهم لا قدر الله في انتشار المرض، وهو من باب الحرص على سلامة الناس ومرتادي بيوت الله عز وجل، تعليق تلك الموائد لا يعني أن الخير ينقطع والبذل يتوقف لأن البدائل ولله الحمد موجودة وكثيرة والأبواب متعددة في بلد الخير والعطاء.
ينفق أهل الخير والإحسان مبالغ طائلة على تلك الموائد، وهي في حقيقة الأمر ليست إنفاقاً إنما ادخار ليوم المعاد.. يوم لا ينفع مال ولا بنون، أتمنى من باذلي الخير عدم التوقف هذا العام بل تحويل تلك المبالغ إلى الجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة مناطق المملكة وتمتلك قوائم بالأسر ذات الحاجة حيث تقوم تلك المؤسسات الخيرية بالتواصل معهم مباشرة وتوزيع المواد الغذائية عليهم تحت مظلة رسمية يشرف عليها شخصيات موثوقة -بإذن الله- ويتم إيصال تلك المساعدات إما عن طريق تواصل المستفيد مباشرة أو عن طريق إيصالها إليه إذا لم يستطع الحضور، إذن باب الخير لم ينقطع بل يوجد أبواب عديدة نستطيع البذل من خلالها راجياً من الله -عز وجل- أن يتقبل صيامنا وقيامنا وجميع صدقاتنا.
almarshad_1@