DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«حكاية كورونا».. إدارة أزمة أذهلت العالم

المملكة قدمت نموذجا فريدا في تعاملها مع تداعيات «الجائحة»

«حكاية كورونا».. إدارة أزمة أذهلت العالم
لا نبالغ إذا قلنا إن المملكة أذهلت العالم ببراعة تعاملها مع جائحة كورونا، وإنها لم تكتفِ بالأساليب التقليدية، بل أضافت مفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات، وقدّمت للعالم نموذجًا فريدًا في تعاملها مع تداعيات الموقف، صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، متفردة في تقدير قيَمه الإنسانية، فلم تفرق بين مواطن ووافد على ثراها، بل امتدت جهودها خارجيًا لتساند الأسرة الدولية حمايةً لملايين البشر من خطر الجائحة.
نهج تكاملي
واتسمت إدارة الأزمة في المملكة بالنهج التكاملي لمنظومة العمل الحكومي والأهلي والتطوعي، غايتها في المقام الأول الحفاظ على الصحة العامة وفق المعايير المعتمدة، إلى جانب دعم جهود الدول والمنظمات الدولية، وبالأخص منظمة الصحة العالمية، لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه، وتميّزت بالتقصّي والتدقيق لمهددات الصحة، وتقييم درجة المخاطر، والتأهب بتدابير وقائية حازمة في تنفيذها، لذلك دفعت نتائج متابعة مركز القيادة والتحكّم بوزارة الصحة لمستوى الإصابة بفيروس covid-19 بمدينة ووهان الصينية، إلى استجابة المملكة المبكرة لمواجهة تداعيات الفيروس، وصدر الأمر السامي بتاريخ 26 يناير 2020 بتشكيل «اللجنة العليا الخاصة باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير اللازمة لمنع انتشار الجائحة»، تضم في عضويتها 24 جهازًا حكوميًا.
إدارة استباقية
ويُحسب للمملكة في إدارتها للأزمة، الاستباقية في اتخاذ الإجراءات اللازمة، وجاء تعليق السفر للصين، ودخول المملكة بالفيزا السياحية في فبراير 2020 تفاديًا لوصول الوباء لأراضيها، الأمر الذي يكشف عن مدى الاستشعار المبكر في المملكة لخطر الفيروس، والتحديات التي يفرضها قياسًا على الخط الزمني لمراحل تطور الجائحة؛ بدءًا بإعلان الصين في 31 ديسمبر 2019 تسجيل عدة حالات مصابة بالتهابات رئوية لم تُعرَف حينها الأسباب، وأدت لاحقًا إلى اكتشاف الفيروس، حتى إعلان منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 تصنيف الفيروس وباءً عالميًا.
خبرات متراكمة
واستندت المملكة في إستراتيجية مواجهة الجائحة، إلى خبراتها المتراكمة على مدى عقود في التعامل مع الأوبئة والحشود البشرية خلال مواسم الحج والعمرة، خاصة في شؤون التنظيم والرعاية الصحية، إلى جانب البنية التحتية المتقدمة للقطاع الصحي، كما أسهمت تجربة مكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS عام 2012 والأعوام التي تلتها، في رفع جاهزية المستشفيات، وإنشاء وحدات عزل منفصلة لأمراض الجهاز التنفسي مزوّدة بأنظمة تهوية مختصة لحماية الأطباء من العدوى.
قدرات مختبرية
وتمكّن المختبر الصحي الوطني من بناء القدرات المخبرية اللازمة لاكتشاف المرض في وقتٍ قياسي، كما عمل المركز العالمي لطب الحشود بوزارة الصحة على استحداث أداة «سالم covid-19» كوسيلة قياس لتقييم المخاطر الصحية في التجمعات والفعاليات، وتقديم التوصيات التي تُعنى بتعزيز السلامة الصحية، والوقاية ضد مخاطر الفيروس.
إجراءات وقواعد
ومع تأكد أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في 2 مارس 2020، وما أعقبها من ارتفاع في عدد الحالات المؤكدة والمخالطة في مختلف المناطق، اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية والقواعد التنظيمية الحازمة في هذا الظرف الاستثنائي، ومع عودة الحياة بشكلها الطبيعي تدريجيًا، مع الإبقاء على بعض الإجراءات حفاظًا على السلامة، استطاعت المملكة تجاوز أزمة الجائحة بأقل الخسائر في ظل الجهود التي بذلتها الدولة لحماية المواطنين والمقيمين، واستكمالًا للجهود المباركة والخطوات الاستباقية منذ بداية الجائحة، وإنفاذًا لتوجيهات القيادة الحكيمة، تواصل وزارة الصحة تقديم جرعات التطعيم ضد الفيروس مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين، من خلال الحجز المسبق في تطبيق «صحتي»، في الوقت الذي تتابع فيه الأجهزة المعنية بالصحة العامة مدى الالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية.