في هذه الحياة الممتدة يتعرض بعض الناس لمواقف مختلفة،، ويحتاجون لمن يقف معهم في تلك اللحظات العصيبة، هناك من ينهار عاطفيا، وآخرون يميلون للعزلة والانطواء، ويبعدون عن مخالطة المجتمع، الناس هناك من أحزنته الأيام، وأثقلته الهموم، وأتعبته الظروف ويحتاج للمساعدة في مختلف الجوانب، فالإنسان أخو الإنسان المسلم يقف معه في السراء والضراء، هناك من يحتاج الدعم المادي، وهناك من يحتاج الدعم الاجتماعي أو النفسي، هنا تختلف المواقف وتختلف معها أوجه الدعم والمؤازرة، جبر الخواطر من قبل الأشخاص، له دور كبير في جلب الراحة النفسية لهؤلاء الناس المنكسرين من تلك المواقف التي تعرضوا لها، وله دور تفاعلي في إعادتهم إلى مجتمع الحياة بشكل إيجابي، وإخراجهم من عزلتهم التي يعانون منها، ومن ظلمات الوحدة التي هي لهم بمثابة السجن الكئيب، أيضا له ميزة في تجديد الأفكار، وتغيير محتوى النفوس إلى الأفضل، لذلك يجب على أفراد المجتمع بأكمله، الانتباه لمثل هذه الأمور بعين الاعتبار، وعدم الاستهانة بها، وعدم تقدير دورها، بالتأكيد عدم تفعيل أيقونة جبر الخواطر بين الناس، يفسد بعض أفراد المجتمع الذين قد يتعرضون للأخطاء البشرية، وتحولهم من أناس فاعلين إلى أناس عاطلين وعالة على المجتمع، وبالتالي يشكلون خطرا كبيرا على أفراده، هناك من الناس من يفكر بأن الوقوف مع الناس في ظروفهم المختلفة يتوقف على دفع المال، وهذا المبدأ خطأ كبير جدا، فربما كلمة أو موقف، أو مساعدة لشخص هو بحاجة لها، ترفع من معنوياته، وترفع من معدل تقدير الذات لديه، ويصبح عضوا فاعلا في هذا المجتمع، هنا نتذكر تلك المرأة الأنصارية التي دخلت على عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك وبكت معها كثيرا دون أن تنطق بكلمة واحدة، قالت لها عائشة، والله لن أنساها لك، كذلك عندما تاب الله على كعب بعدما تخلف عن غزوة تبوك، فدخل المسجد مستبشرا، فقام إليه طلحة رضي الله عنه يهرول ثم احتضنه قال كعب: لا أنساها لطلحة، دائما جبر الخواطر الإنسانية من المهمات الضرورية، لكي تستقيم الحياة، ويزداد تفاعل المجتمع مع معطيات الاحتكاك في مختلف المجالات، مراعاة مشاعر الآخرين، مطلب وغاية، وفيه جانب كبير من الوعي الثقافي، عندما نستمع للآخرين، ونقدر ظروفهم، ونتفهم أخطاءهم، وحتى لا نفقد كثيرا من الأصدقاء في هذه الحياة، يجب علينا الاستماع لقصصهم بكل حواسنا لهم، حتى يتكون لدينا شعور، وكأننا حراس وأمناء على احترام مشاعر أهل الأرض جميعا، إن مثل هذا الإحساس بالآخر، يزيد من جمال الدنيا، ويرفع من قيمة الإنسان، ويحسن المعاملات الإنسانية، الكلمات الرقيقة، تعيد له التوازن النفسي والطمأنينة، وتبعد عنه شبح القلق وسيطرة التوتر، فالضرر النفسي أقوى بكثير من الضرر الجسدي الذي قد تزول أعراضه بوقت قصير، بينما النفسي يتأخر شفاؤه، وكل ذلك بأمر الله، هناك من الأشخاص من يحس بالغربة والتعب، حتى وإن كان داخل وطنه، عندما يتعرض لجفاء المجتمع، أو عدم الإحساس به وبآلامه.
alnems4411@