في ظل ما نشهدهُ اليوم من ظهور المؤثرين مع اختلاف فئاتهم المجتمعية على تطبيقات التواصل الاجتماعي المتنوعة، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من نمط حياتنا اليومية حتى إن حاولنا جاهدين الابتعاد عنها، ونظرًا للقصص الشخصية والعاطفية، التي يشاركها المؤثرون مع متابعينهم، فهُم بذلك تمكنوا من كسب ثقتهم، أما عن ارتفاع عدد المتابعين، فهُو الأكثر أهمية من المحتوى؛ لأن أعداد المتابعين هي النقطة، التي من خلالها تكون أعلى أو أسفل القائمة، فالمحتوى غير مهم بقدر أهمية أعداد المتابعين، ويكون النصيب الأسد من متابعة هؤلاء المؤثرين هو للمنعطفين عن مسارنا المجتمعي، الذين يقدمون للمتابعين وجهاً آخر مختلفاً عن الحياة، التي اعتدنا عليها، وثمة أسباب غالبها استعطافية هي التي تدفع بهم إلى هاوية الانعطاف، فمنهم مَنْ يقوم بعرض خلافاته وأسراره الزوجية على مرأى من الجميع، الأمر الذي نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف في محاولة منه لاستقطاب أكبر عدد من استعطاف المشاهدين له، ومنهم مَنْ يفتقد لمحتوى وهدف مُعين، فيُبدع بالتجرد الكامل من كل القيم والمبادئ، التي نشأنا عليها، ومنهم مَنْ يقوم بالترويج لسلع وكماليات يخدع بها المشاهد مما يؤدي بهِ إلى فقدان مصداقيته مع الوقت لهثاً وراء الأموال، التي يحصل عليها، ونحمد الله أنها أصبحت الفئة الأقل ضمن الفئات في ظل حكومتنا الرشيدة، التي كشفت بدورها عن عقوبات لكُل مَنْ يخالف الضوابط لأي مادة إعلانية.
يبقى التساؤل المطروح لمَ كُل هذا الانعطاف.. الذي أصبح ضحيته نفسية المُشاهد؟؟!
وهذا السؤال مُوجه للمؤثرين على وجه الخصوص، فالمُشاهد الذكي يقوم فقط بضغط زر إلغاء المُتابعة، أيهُا المؤثر إن كانت دوافعك هي جذب أكبر عدد من المشاهدين وتصدر قائمة الترند وهذه الطريقة هي الأسهل لك، التي لن تبذل فيها جُهداً أكبر، دعني أُخبرك بأنها فترة زمنية قصيرة، تفقد معها الكثير من خصوصيتك وقيمك ومبادئك، وقد تفقد هويتك أيضاً..
Arwaty90: Inst@