بلدنا قارة ومدنه مترامية الأطراف وتضاريسه متنوعة يتمتع بتراث وثقافات وألوان شعبية ومأكولات أشكال وألوان تمتاز بها كل منطقة، ورغم كل هذا لم نستشعر ما نملك من كنز محلي كما يجب في الماضي القريب للأسف ولا نعلم هل لجلد الذات يد في العزوف أم أن بلادنا تغيرت فعلا وأصبحت جاذبة سياحيا لأهلها ولا نبرئ ساحة الإعلام بشتى صوره ومنصاته من التقصير..
بحمد الله تغيرت النظرة وكذلك الصورة فالواقع والأرقام والمنجزات في بلدنا تتحدث عن نفسها، وحتى تكتمل الصورة ونشاهد سياحة داخلية بمعنى الكلمة يجب أن تكون أسعار التذاكر في متناول الجميع ولا يصدم من يريد أن يقضي إجازته في ربوع الوطن بارتفاع أسعار تذاكر السفر بين مطارات المناطق والمدن، الغريب أن نجد أسعار التذاكر الدولية أرخص في بعض الأحيان من رحلات داخلية مدتها لا تتجاوز ساعة ونصف الساعة، وسوف أذكر لكم مثالا مستشهدا بما مررت به الأسبوع الماضي عندما كنت أبحث عن رحلة من منطقة الباحة إلى مدينة الدمام وبعد عناء حصلت على مقعد في رحلة غير مباشرة بقيمة ١٠٠٠ ريال تقريبا، وفي نفس الأسبوع حجزت للسائق من مطار الملك فهد بالدمام إلى مدينة لكنو في الهند وكانت التكلفة ١٢٠٠ ريال فقط ورحلة مباشرة والحمولة المسموح بها للراكب ٤٠ كيلو، ولمن يجهل الوقت المستغرق للرحلة الدولية يقارب ثلاثة أضعاف رحلة الباحة - الدمام التي تستغرقها الرحلة إلى مدينة لكنو والتي تقارب ٥ ساعات، فهل هناك أسباب تبرر ارتفاع أسعار التذاكر للخطوط المحلية إذا ما قارناها بأسعار الرحلات الدولية، وفي المقابل هل نتوقع أن تخسر الخطوط الهندية بهذه الأسعار وهل يختلف سعر الوقود الذي يستخدمه الطيران الهندي، أم أن الطائرة مصممة بطريقة تختلف في استهلاك الوقود عن طائراتنا كما يحدث مع بعض وكالات السيارات في (صرفية) الوقود، علق أحد الزملاء على القصة بعد أن ذكرتها له قائلا (يمكن طائراتنا تستخدم وقود ٩٥، والهنود يستخدمون ٩٢)..
ربما يكون أحد أسباب ارتفاع التذاكر تقنين أو توزيع الشركات الناقلة على مناطق المملكة، والسؤال هنا، لماذا لا تعطى الفرصة لجميع شركات الطيران المحلية حرية التغطية بدلا من التوزيع الذي قد لا يرضي الناقل ولا يرضي الراكب، لست خبيرا اقتصاديا ولكني مواطن ويشعر بما يشعر به غيري من معاناة عند البحث عن رحلة ليجدها بصعوبة وبعد الحصول على الرحلة تبدأ صعوبة الدفع، والمقترح أن تترك لكل ناقل جوي حرية التغطية وتفرض عليهم تغطية المناطق غير الربحية كما تعمل الخطوط العالمية في بلدانها وهذا من صلب الحس المجتمعي، الأمر الآخر أن تفتح بلادنا للخطوط الخليجية الشقيقة أليس (خليجنا واحد) ولإخواننا في الخليج تجارب ناجحة في عالم الطيران وجودته والجيد يفرض نفسه فنحن سوق واعدة ويحتمل المزيد من المشغلين وسوف ترتفع حدة المنافسة، فمرحبا مع جودة عالية وأسعار عقلانية وكل عام والوطن بخير..
Saleh_hunaitem@