يقول الباحثون إن سبب الدموع أثناء تقطيع البصل هو تعرض العين لشيء (غريب) عنها، هذا الشيء الغريب هو مركب غازي ينطلق أثناء التقطيع، ويدخل إلى العين، ويتحد مع الماء الموجود بها، مما يؤدي إلى إزعاجها، ويجعلها تقوم بهذه العملية الدفاعية وهي الدموع حتى تقوم بتطهير نفسها. وتسمى هذه الدموع بالدموع الانعكاسية.
أما النوع الثاني، فهي الدموع الأساسية، وهي الدموع، التي تفرزها العين من قناة الدمع عند الرمش، وهي غنية بالخصائص المضادة للبكتيريا.
أما النوع الأخير، فلن أخبرك به إلا بعد أن تقرأ معي ما اتفق عليه عالما النفس (إيروين ألتمان)، و(دالماس تايلور) في تفسيرهما لفهم العلاقة بين الأفراد، وهو أن العلاقات تصبح أكثر حميمية مع مرور الوقت، ويكشف كل من طرفي العلاقة المزيد والمزيد من المعلومات عن أنفسهم.
وقاما بتشبيه مسار العلاقة بين الأشخاص بطبقات البصل، كلما تجاوز طرفا العلاقة طبقة تعمقت علاقتهما حتى تصل إلى جوهر العلاقة الحميمية.
وقالا إن هذه الطبقات تمثل الجوانب المختلفة لشخصية الإنسان، وقسماها بهذه الطريقة: الطبقة الخارجية، الطبقة الثانية، الطبقة الثالثة، الطبقة الرابعة.
الطبقة الخارجية، وفيها تكون العلاقة رسمية ومحدودة، ويقوم كل من طرفي العلاقة بإظهار الجانب، الذي يريد إظهاره، حتى يظهر أنه شخصية ليست بها عيوب، وتمثل هذه الطبقة الصورة العامة للفرد مثل الاسم والسن والحالة الاجتماعية.
ثم ينتقلان إلى الطبقة الثانية، وفيها يحاول كل من الطرفين استكشاف الآخر، ويبدأ كل منهما بالتعبير عن موقفه من الموضوعات العامة مثل: التعليم أو السياسة، وتمثل هذه الطبقة مرحلة الصداقة بشكل عام.
وفي غفلة يصلان إلى الطبقة الثالثة، التي يبدأ فيها كلا الطرفين في التحدث عن موضوعات شخصية أو خاصة وبشكل عفوي، وتمثل هذه الطبقة مرحلة الحميمية.
وتصل العلاقة إلى الطبقة الرابعة، وفيها يستطيع كل من طرفي العلاقة التنبؤ برد الفعل العاطفي للطرف الآخر تجاه المواقف، وتمثل هذه الطبقة ثبات العلاقة.
أذكر ما قاله العالمان بعد ما رأيت بعيني وسمعت بأذني أحد الشباب يقوم بالتباهي أمام أحد أصدقائه بأنه يتحدث مع الكثير من الفتيات ويُريه محادثاته معهن، وصورهن الشخصية.
قد يحدث مع الجميع دون أن يدري أن تتطور علاقته مع أحد الغرباء، ويتمادى في الإفصاح عن ذاته بمعلومات شخصية، قد يستغلها الغرباء فيما بعد ضده.
تقول إحدى الدراسات أن الإفصاح عن الذات سلاح ذو حدين، قد يستخدمه البعض في تحقيق فوائد، والبعض الآخر قد يتعرض للمخاطر، ويكون أكثر عرضة للمضايقات وقرصنة الإنترنت بسبب الإفصاح عن معلومات شخصية أكثر من الحد المطلوب.
لقد استطاعت العين أن تقوم بالدفاع عن نفسها كما علّمها الله، حينما حاول الشيء الغريب الدخول إليها، وقامت بما يسمى بالدموع الانعكاسية، التي ستعمل على تطهيرها.
أما حينما تقوم الفتاة بالتحدث مع شخص غريب عنها، والإفصاح له عن معلومات شخصية، -بل في بعض الأحيان مع الصديقات- سيكون من الصعب أن تفعل ما فعلته العين.
لذلك، حتى لا تبكي دموع الندم المنبثقة من النوع الأخير من الدموع وهو الدموع العاطفية.
لن أنصحكِ أن تفعلي ما تفعله العين مع الشيء الغريب، فلن تستطيعي، ولكن قومي بكل سهولة بعمل بلوك للشخص الغريب؛ حتى لا تبكي هذا النوع من الدموع.
@salehsheha1