فأهم دور في العملية التربوية دور الوالدين، ثم دور المدرسة المكمل لدور الوالدين، ولا ننسى دور المجتمع والبيئة والوسط، الذي يعيشون فيه، والذي لابد منه لإتمام العملية التربوية.
حذار ثم حذار من الوقوع في خطأ التربية، فأصغره كارثة، وأكبره دمار يهدم البناء، وقد يقع الأبناء تحت أنقاضه لا قدر الله.
الأخطاء بالتأكيد تقع دون قصد كالقسوة، التي لا داعي منها، خاصة عند الإجابة عن أسئلة الأطفال مما يجعل الأطفال يشعرون بالقهر والألم النفسي ولا يعرفون سبب الخطأ الذي أخطأوه.
وبعضهم للأسف مقصرون تربوياً من حيث تربية الأخلاق والمبادئ والعادات الحسنة، وحسن التصرف ظناً أن الطفل في عمر يصعب عليه الاستيعاب، بالعكس تبدأ التربية منذ بداية النشأة الأولى، وكما يقول المثل: «العلم في الصغر كالنقش في الحجر».
التربية بالقدوة الصالحة أفضل أنواع التربية، وعلينا جميعاً كمربين بغض النظر إن كنا آباءً أو معلمين أو مجتمعاً تطبيق القدوة في التربية.
فمن سلبيات التربية، بعض الآباء لا يقولون أبدا كلمة «لا» لأبنائهم، ويرفضون وضع أي حدود عند التعامل مع أفراد العائلة والغرباء بأي شكل من الأشكال.
وعكسهم مَنْ يقومون بتأديب الطفل أمام الآخرين مما يجعل الأطفال يكرهون آباءهم أو أمهاتهم، وهذا أسوأ ما يحدث في التربية، يقتل المشاعر الإيجابية، فتتحول العلاقة إلى علاقة خوف، لا احترام وتقدير، لا نريد صنع شخصيات ضعيفة مهزومة انقيادية.
ليس هناك أسرع في تدمير نفسية الطفل وشعوره بالضعف والإحباط، من العبارات التي يقولها الأبوان بشكل لا شعوري عندما يصفانه مثلاً بالغباء أو أي صفة سلبية، فالطفل في هذه المرحلة يكون تماماً كالإسفنجة يمتص كل ما حوله.
وهناك سلبيات أخرى، ومن أسوأها المقارنة بين الطفل وأخوته، وأطفال الأقارب والجيران في كل الأمور والصفات، هذا لا شك سيخلق بداخله حالة من عدم تقدير الذات والتمرد وفقدان الثقة بالنفس.
وعلى النقيض والمؤسف أيضاً تربية الطفل على التدليل الزائد «خذ» و«خذ».. إلخ، حينها يصطدم بالواقع لتوقعه من الآخرين تلبية كل طلباته وحين الرفض يفقد ثقته بنفسه، ويفقد قدرته على التعامل مع الحياة والآخرين.
أطفالنا أمانة، فلنرع الأمانة ولنتق الله في الأمانة.
[email protected]