[email protected]
في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم، شهر التوبة والغفران وعتق الرقاب من النار، وهو خير الشهور، حيث نزلت فيه آيات الذِّكر الحكيم على خير الخلق وخاتم الأنبياء والرسل «عليه أفضل الصلوات والتسليمات»، وفي عَشره الأواخر ليلة هي خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بأمر رب العزة والجلال، في هذه الأيام لابد أن نتذكّر مَن سبقونا إلى الموت، ونتعظ بجوانب من حياتهم المليئة بالأعمال الصالحة، فالعمل الصالح هو ما يخلّفه المؤمن بعد موته لأهله وأترابه ومحبيه، فما أحوجنا لوقفة صادقة مع نفوسنا نتذكر معها ما خلَّفه الآباء والأجداد وأقرب الأقرباء من مواقف مشرّفة لابد أن نقف أمامها طويلًا لنستقي منها معاني عديدة تساعدنا على تحمّل أعباء هذه الحياة الفانية وأزماتها ومصاعبها، فثمة دروس تركها أولئك الأفذاذ، لابد أن نتعلّم منها الكثير من العِبَر والعظات.
لقد اختطفت يد المنون قبل أيام ليست طويلة، كما اختطفت غيره من رموز هذا الوطن الإعلامي الشهير والصحفي المبدع محمد بن عبدالله الوعيل رئيس التحرير الأسبق لجريدة «اليوم»، فهو يمثل مدرسة تخرّجت منها، كما تخرّج غيري من محبيه، فقد كان مسكونًا بالفن الصحفي لدرجة مدهشة وعجيبة لم أشهدها في أقرانه من الصحفيين، ولم أشهدها في ذات الوقت في غيره من الصحفيين الممارسين من بعده، كان يتحلّى بالمرونة والصبر وحسن الخلق وبُعد النظر، ومعالجة ما قد يعترضه من صعوبات أثناء عمله بحِكمة بالغة، ودراسة متأنية لمستُها «شخصيًا» في شخصيته الفذة - رحمه الله - طيلة زمالتي معه، والتي امتدت إلى أكثر من عشرين عامًا، كانت مفعمة بمواقف مشرّفة تعلّمت منها احترام المهنة وكيفية صقلها وممارستها بطرائق صائبة وسليمة.
[email protected]
[email protected]