إن دققنا وتمعنا بالفكر نجد أن الإعلام المعاصر يحمل كل هذه الصفات تقريبا.
أطل علينا ذو العين الواحدة (التلفاز) وملحقاته من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، وأيضا مواقع التواصل الحديثة، التي أصبحت في متناول الناس ينشئون مواقع ويرسلون بكل سهولة وبعيد عن أي رقابة أو قيود.
فغيّر دجال العصر (الإعلام) معالم التاريخ، فأصبح يسير البشر على ما يريده ويرغبه من مخططات ومؤامرات ضد الدول والقوميات والديانات، فهو ينشر الأخبار كما يريد ويقرأها أو يراها أو يسمعها المتلقي كيفما يريدهُ هو وليس ما تعتقده أنت.
جعل من العالم..
يرون الأخضر يبساً، واليابس أخضر.
ويرون الشريف خائنا، والخائن شريف.
ويرون الفساد فضيلة، والفضيلة رجعية وتخلف.
نعم دجال العصر:
الذي صور لنا أشخاصا على أنهم سيبيدون العالم وهم الخطر الوشيك، الذي يجب أن نحذر منهم، وبالفعل صدقناهم علماً بأن هؤلاء الأشخاص لم يطلقوا طلقة من أسلحتهم ولم يحتلوا دولاً أو يشردوا شعوباً.
ولم نر منهم عبثاً أو فساداً لكن الدجال أقنعنا بقدراته الخارقة العجيبة أنهم دكتاتوريون!!
وبالمقابل، صور لنا من تلوثت أياديهم بالدماء، والهادمين الذين هدموا الدور فوق رؤوس ساكنيها، والذين شردوا شعوبا ودمروا أوطانا، ومَنْ ألقى بالقنابل المحرمة فوق شعوب مسالمين عُزل، صورهم لنا بأنهم حماة الديمقراطية وحمام السلام، ومعلم الحضارة!!
الدجال، الذي صور للعالم أن أي حادث يصدر من أي مسلم كائنا مَنْ كان حتى إن كان حادثا فرديا يصبح هذا الحادث (إرهابيا)،
وعندما تحصل جريمة أو حادث من أي شخص غير مسلم فقط يعبر عن الحادث على أنه جريمة من مريض نفسي أو مختل فقط.
نعم إنه دجال العصر.. الإعلام الذي غيّر مجرى التاريخ، وقلب الحقائق، وأضاع الحقوق، الذي بسببه تمت مكاسب اقتصادية وانهارت إمبراطوريات مالية أخرى.
وبسببه:
سقطت عروش وانهارت دول وقامت أخرى.
وبسببه:
ظلمت معتقدات وحوربت عادات، فقد غيّر مجرى التاريخ حقيقة
عندما يريد الدجال ان يصور لك أن الدماء ماء عذب زلال، فهو قادر، وأيضاً يمتلك المقدرة على إقناعك، باسم (الديمقراطية)، وعندما يريد مالاً، سيصور لك أن رمال البيد ذهباً ستصدقه، وستشتري منه وبقناعة، والذي عندما يريد أن يصدر لك ما يريد ويشاء، من عادات أو تقاليد مختلفة، أو يمحو معتقداتك، سيفعل وستصدقه وبقناعة، باسم (الموضة).
نعم:
إنه دجال العصر؛ الدجال ذو العين الواحدة، الذي لا يريدك أن ترى إلا بعينه هو فقط وتصدق ما تريه عينه لك وتقتنع به.
دجال العصر:
الذي نعلم مَنْ أتباعه، ومَنْ سيكونون، فمنهم مَنْ تبعه جاهلاً،
ومنهم مَنْ تبعه غاوياً، ومنهم مَنْ تبعه قاصداً، ومنهم مَنْ تبعه ضالاً، ومنهم مَنْ تبعه مفسداً.
فالإعلام غير نزيه منذ أن أطل علينا وفتحت أبوابه، ومنذ أن أطل علينا ذو الواحدة، اختلت الموازين، وتغيرت القوانين.
@aov2008