ارتفاع مؤشر كورونا أسبابه لا شك سلوك البعض منا ممن لا يلتزم ولا يتمسك بالاحترازات الصحية المفروضة التي أوضحتها وزارة الصحة كالتباعد وعدم التجمعات مثلا وغيرها. أما نقص الوعي السلوكي لدى البعض وهم قلة، فقل على الدنيا السلام. كلنا مسئول.
المجتمع كله مسئول عن تنمية الوعي السلوكي لدى الفرد. الأسرة والمدرسة والحي والمجتمع مسئول عن قيمه وعاداته وقوانينه ومؤسساته الاجتماعية والحكومية ووسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة، كلها مسئولة أمام الله أولا وأخيرا، وثانيا أمام الضمائر التي من المفترض أن تكون يقظة في كل وقت وحين.
كل منا يعتبر مسؤولا، خاصة وقد تفضل الله علينا سبحانه بنعمة العقل والتفكير ومعرفة الخطأ والصواب.
أؤكد أن مجتمعنا السعودي لديه وعي وتقدير ذاتي إيجابي كبير وتحكيم للضمير وجعله الفيصل في كل التصرفات والسلوكيات خاصة في الشهر الكريم.
هذا الشهر الذي أقبل علينا فيه من العبادات الفردية الشيء الكثير، عبادات تحمينا والمسلمين في مشارق الأرض وغاربها، عبادات لا تحتاج للتجمعات مثل تلاوة القرآن وقيام الليل، والخلوة إلى الله تعالى في الشهر الكريم واغتنام الدنو والقرب وبالذات قبيل الإفطار وفي الثلث الأخير من الليل ومناجاة الله عز وجل والابتهال والتضرع لله جل جلاله.
لتذهب كورونا إلى الجحيم فنحن في شهر كريم شرفه الله بنزول لقرآن الكريم، وليلة القدر ومنحه قيما دينية وروابط اجتماعية إنسانية كثيرة.
أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم ترتقي مشاعرهم رقيا وتجتمع قلوبهم وإن تباعدوا.
تحدثت كثيرا في مقالاتي عن أهمية الوعي السلوكي المجتمعي الذي يعرفه غالبية الشعب السعودي والمقيمون ما عدا قلة منهم وهم من أعنيهم في هذا المقال، نحن جزء من مجتمع مترابط نؤثر ونتأثر ونستشعر مسئولياتنا تجاه أنفسنا وغيرنا.
رجاء التصرف بسلوك واعٍ وحذارا من اللا مبالاة، ولا بد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة، فضلا عن تجنب دعوات تناول الطعام والزيارات العائلية عملا بتوصيات وزارة الصحة مشكورة، والاهتمام بالتحذيرات والبروتوكولات.
معدل الزيادة والانخفاض لأعداد كورونا مرتبط بالعادات والتقاليد، ومدى تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا من قبل المواطنين والمقيمين.
من الغريب جدا أن نكون سببا في أذية أنفسنا وأذية أقرب الناس لنا بسبب تصرفات حمقاء تسبب حرماننا ممن نحب ونتحمل إثم الآخرين الذين تسببنا لهم في فقدان من يحبون.
[email protected]