نظن ونجزم دائما بأننا نحن الصح، والآخرين خطأ، وبين الظن والجزم تضيع حقوق وحقوق، ونعتقد أن كل ما نقوله ونراه حق، وما يقوله الآخرون باطل.
نوايانا ومآربنا تصوغ أفكارنا وترسم تصوراتنا، فنحرم أنفسنا من متعة العلاقات السليمة. كم من خلافات تنشأ، وتشاجر يحصل، نتيجة تفسيرات لكلمات لم تقصد، أو تصرفات بريئة.
نكتشف أحيانا أننا استعجلنا فهمها، ولكن أكثر الناس قدرة على التسامح هم الأشخاص ذوو الأخلاق الفاضلة، والنفوس الشريفة، الراقون في داخلهم، الطيبون في معادنهم.
وهاهو الكاتب السعودي مشعل السديري قد ذكر قصة لوحة الرسام الشهير (هنري ماتيس) المسماة (القارب) حين بقيت عدة أشهر معلقة في متحف نيويورك، وكانت أعين الناظرين تسدد لها نظرات الغضب والاحتقار، وكانت انتقادات عامة الناس لها بالمرصاد، وانهمر على تلك اللوحة وابل من كلمات النقد وانطباع شعور عدم الرضا.
وحينما حضر الفنان الذي رسم تلك اللوحة (ماتيس) صدفة إلى ذلك المتحف اكتشف أن لوحته قد علقت رأسا على عقب «أي كانت مقلوبة» دون أن ينتبه أي أحد إلى هذا الخطأ، فعدل ذلك الخطأ الرسام بنفسه!!.
فلا تستبعد أيها القارئ الكريم أنك كنت معرضا أن تكون في بعض معارض الآخرين مثل لوحة الرسام (ماتيس) معلقا رأسا على عقب!!
فلا تنس أن تحرص على انتقاء المعارض الجيدة والابتعاد عن الهابطة، كي لا يشوهوا صورتك! أو «يشقلبونك» فالحذر واجب !.
[email protected]