أبدت كاريس بشار تحفظها على الحديث حول حيثيات شخصية قمر التي تلعب دورها، إذ يبدو أنها ستكون مفتاحًا للعديد من الأحداث والمفاجآت التي يتضمنها العمل، غير أنها أكدت أن الجزء الثاني يتميز عن الأول بزخم شخصياته، وأضافت: سنجد أن لكل شخصية صراعًا خاصًا ومختلفًا تخوضه إلى جانب النزاعات والتداخلات مع الشخصيات الأخرى، أما شخصية قمر التي أقدمها فستواجه حالة من الإحباط تدفعها للعودة إلى الماضي وتذكّر حالة حب سابقة، لتكتشف سرًا خطيرًا كان أهلها قد أخفَوه عنها طوال تلك الفترة. وحول انطباعها عن الجزء الثاني، أوضحت أن العمل يشهد تغييرا في كيفية التعاطي مع المَشاهد الخارجية، فسنرى ديكورات متكاملة وسيارات قديمة حقيقية ترجع إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، إلى جانب تفاصيل أخرى متنوعة تعكس واقع تلك المرحلة الزمنية. وشددت على أن السبب الأساسي في هذا التطور هو عامل الوقت الذي لم يكن متاحًا خلال الجزء الأول نتيجة تنفيذه إبّان فترة الحظر في دمشق، ما انعكس على المَشاهد الخارجية.
الشرير شحادة
وأشار فادي صبيح إلى أنه سيواصل لعب دور شخصية الشرير شحادة بنفس الزخم والقوة، لا سيّما أنه يملك طموحًا كبيرًا في أن يكون أحد تجار السوق وكبارهم، الأمر الذي تمتد آثاره من الجزء الأول، وأضاف: إلى جانب ذلك، نراه يحمل حقدًا وثأرًا على عبدالله «سلوم حداد» الذي يعتبره قاتل أبيه، لذا سيوجّه كل طاقته وإمكانياته للانتقام، مستخدمًا كل الذرائع الممكنة لتحقيق ذلك، كما سيلعب على وتر المتاجرة بين الأخوين عبدالله وعمران «بسام كوسا» من خلال سعيه إلى ضربهما ببعضهما البعض، عبر فبركة وتشبيك القصص والمعطيات وتعقيدها لبثّ السموم.
النواحي الجمالية
أوضحت وفاء موصللي أن النص في هذا الجزء مليء بالأحداث الغنية على كافة الأصعدة، إلى جانب المفاجآت المشوّقة من جهة والصادمة من جهة أخرى، وشدّدت على أهمية عملية إدارة الإنتاج في العمل، مشبهة إياها بإدارة الأزمات في عالم السياسة، وذلك بسبب ظروف التباعد الاجتماعي والتعقيم وحظر التجول والتجمعات وغيرها من العقبات التي واجهت التصوير في دمشق خلال فترة حرجة جدا من تفشّي الوباء. وأشادت موصللي بتميّز «النواحي الجمالية» للجزء الثاني، من الديكورات والإكسسوارات والألبسة وتسريحات الشعر، إلى جانب عمارة الحارة الدمشقية، وتوسعة استوديوهات التصوير الخارجي وغيرها من العناصر التي راعَتْ أدق تفاصيل المرحلة الزمنية التي يطرحها العمل. وحول تولّي المثنى صبح إخراج الجزء الثاني، أثنت موصللي على الحرفية العالية للمثنى وخبرته، وأضافت: وضع المثنى رؤيته الخاصة، وهو ما سنلمسه في كل مشهد من اختيار الزوايا ومساحة حركة الكاميرات إضافة إلى إبراز النواحي الجمالية. وحول دورها في الجزء الثاني، قالت: تطرأ تحولات وتغييرات على ظروف العائلة التي أنتمي إليها، ما سينعكس على طبيعة الشخصية التي أقدّمها، وأبرز تلك التغييرات ستكون على شكل حدث إنساني مفاجئ وغريب في حياة ابنتي، إضافة إلى تغييرات مادية سينجم عنها نوع من الثراء في حياتي، كما ستكون شخصيتي في المسلسل أكثر حضورًا وتأثيرًا نتيجة لتلك التغييرات التي ستمنحني القوة والتحكّم.
تحولات الشخصية
وأوضح عبدالهادي الصباغ أن الجزء الأول من المسلسل شهد تكثيفا في العمل وتصوير المَشاهد والشخصيات، إضافة إلى حذف عدد كبير من المَشاهد والأحداث بسبب الظرف القاهر للإغلاق وتوقف العمل خلال فترة الحظر، وأضاف: اليوم كان الوقت في صالحنا، إذ تستمر الحكاية بمزيد من التفاصيل والأحداث والتنوّع الدرامي. وحول الشخصية التي يقدمها، قال: الخط الأساسي لشخصية «عزو» يرتكز على بخله الشديد، فهو يرى كل ما حوله من منظور مادي بحت حتى في علاقته مع عائلته، وفي هذا الجزء سيتعرّض عزو لحادث يُشرف فيه على الموت، ما يجعله يزهد في الدنيا والمال، ويتحوّل إلى شخص خيّر وكريم ومعطاء، الأمر الذي سينعكس على علاقاته مع عائلته بشكل كبير وكذلك مع التجار في السوق.
مفاجأة درامية
وقالت قمر خلف إن العمق الذي طرأ على النص عمومًا في الجزء الثاني سينعكس إيجابًا على شخصية خديجة التي تقدمها، وتضيف: ستشهد خديجة تحوّلًا في شخصيتها، إذ ستمر بحالة من التعب نتيجة كل ما واجهته من ظروف استثنائية أبرزها قصة الإنجاب، إضافة إلى حبها لعمران الذي يدفعها إلى البقاء في المنزل إلى جانب الزوجات الأخريات.وتكشف عن مفاجأة في أحد الخطوط الدرامية لشخصيتها وتحديدًا ذاك المتعلّق بقدرتها على الإنجاب، إضافة إلى عمق أكبر ستكتسبه خديجة التي ستواصل حصد التعاطف الكبير معها من قِبَل المشاهدين. وأثنت قمر على انضمام المثنى صبح وإدارته للدفة الإخراجية، معتبرة أنه يضيف روحًا جديدة سواء في رؤيته، أو في كيفية تعاطيه مع الشخصيات وتطويرها، أو في النواحي الجمالية للصورة.
حرفية عالية
ولفت ميلاد يوسف إلى التطور الذي سيشهده الجزء الثاني على جميع الأصعدة، إن كان ذلك في النص، أو في عمق الشخصيات، أو في الحبكة الدرامية وسَير الأحداث، وأوضح أن العمل سيشهد استمرارًا للحرفية العالية في الإضاءة والتصوير عمومًا والغرافيك خصوصًا، إذ سنشهد تفاصيل بصرية متنوعة حول دمشق في فترة الخمسينيات من القرن الماضي. وحول شخصية أسعد التي يلعبها، أضاف: في الجزء الأول كان أسعد مفجوعًا بأخته وأخيه، أما في الجزء الثاني فسنرى جوانب أخرى من شخصيته على الصعيد الإنساني، إلى جانب استمرار صراعه مع كل من صابر وشحادة من جهة، وعلاقة حب يعيشها مع إحدى الشخصيات النسائية مِن الجزء الأول من جانب آخر. واختتم بقوله: سعينا جميعًا هذا الموسم لإضفاء بصمة مميزة على العمل، لا سيّما أننا نتطرّق إلى فترة زمنية يعتبرها الكثيرون بمثابة الفترة الذهبية لمدينة دمشق التي كانت في تلك المرحلة قبلة للاقتصاد والسياسة والفن.
