وكتابه هذا يتكون من عشرة فصول، ترجمه نضال إبراهيم في أكثر من 300 صفحة عام 2015م.
ولقد أفرز فيه آليات عملية النهب من أرض الواقع، ولم يتردد في تحديد بعض المشاركين من رجال أعمال فاسدين ومسؤولين حكوميين، وشركات أجنبية سماهم (البارونات) وهم يبحثون عن مصالحهم في استغلال تلك القارة المسلمة بعد أن منحوها كذباً جلباب القارة العذراء وتاج القارة السمراء.
إن بورغريس ذكر في كتابه هذا أن معظم أقطار أفريقيا، التي رآها أرض بؤس وأمراض، ونقص في الخدمات تملك ثروات طبيعية هائلة تحت ثراها إذ تضم المليارات من براميل النفط وضرب مثلا بأنجولا، التي لا تستفيد منه بشكل كامل، بينما يورانيوم النيجر لا يستخدم إلا لتموين المفاعلات الفرنسية إلى جانب وجود معادن نفيسة كالذهب والألماس والبلاتين والألمنيوم من غير الثروات الأخرى مما جعلها قبلة المستعمرين الأوروبيين منذ قرون، ولهذا أدرك الأمريكيون اللحاق بذلك القطار السريع الداخل من بوابة القرن الأفريقي، الذي حولته إلى قرن أمريكي رغبة بالوصول إلى كنوز تلك القارة، التي سخروها لتقسيم دولها إلى أن يقول فاستفاد العالم كله من ثرواتها إلا شعوبها.
ومن المؤكد أن الفقر والجهل، الذي صنعه ذلك الفساد يمثل خطرا على البشرية في أي عصر ومصر، خاصة إذا كان مصحوبا بزيادة الكثافة السكانية، ولذلك فلا غرابة عندما أطلق ولي العهد السعودي -حفظه الله- بدايةً الحملة غير المسبوقة، التي شهدتها بلادنا (قبلة الكون) لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة)، حيث امتدت إلى معظم مفاصل وأذرع الدولة لتقطع الطريق على كل مقصر أو ضعيف نفس.
@yan1433