جولة المهدي
ومن الخرطوم استهلت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، الخميس، جولة أفريقية لبحث ملف سد النهضة بدأتها الخميس إلى كينيا.
وتشمل الجولة، كلا من دول كينيا ورواندا وأوغندا، إذ من المقرر أن تلتقي الصادق برؤساء هذه الدول لتوضيح موقف ورؤية بلادها حول حل الأزمة.
وكان السودان أعلن في وقت سابق تمسكه بتطوير آلية مفاوضات سد النهضة؛ لتكون رباعية تشمل إلى جانب الاتحاد الأفريقي، أمريكا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وهو المقترح الذي أيدته مصر، ورفضته إثيوبيا ووصفته بأنه محاولة لتدويل ملف سد النهضة.
في غضون ذلك، قال تقرير لمجلة «فورين بوليسي»: إن خبرة الولايات المتحدة وبقية الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، كفيل بجعل عملية الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي ذات قيمة كبيرة حتى تؤتي المفاوضات ثمارها.
كما يضمن هذا الاقتراح وفقا للتقرير، عدم وجود مجال لتوجيه أصابع الاتهام بشكل خاطئ، كما فعلت إثيوبيا مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بعد أن تخلت أديس أبابا عن عملية الوساطة التي قادتها الولايات المتحدة العام الماضي.
نزاع «النهضة»
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن نزاع سد النهضة يسهم في آثار ضارة تزعزع استقرار المنطقة وربما تصل إلى الغرب، حيث من الممكن أن يؤدي الفشل في حل المشكلة المتصاعدة إلى تسريع الآثار المدمرة بالفعل لتغير المناخ في المنطقة، وإطلاق موجة من الهجرة غير الشرعية إلى الغرب، وفتح الباب أمام صراعات جديدة وحتى الإرهاب في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا.
من خلال الدبلوماسية، يمكن لإدارة بايدن إعادة ضبط المفاوضات المتعثرة، وتحقيق حل عادل لجميع الأطراف، وبذلك حماية مصالحها الاستراتيجية مع ثلاثة حلفاء إقليميين مهمين.
وفي الأسبوع الماضي، وفي بيان على موقع الخارجية الأمريكية، قال الوزير أنتوني بلينكن: إن المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان سيقود أيضا الجهود الدولية لإنهاء التوتر بين إثيوبيا والسودان، والتوتر الناتج عن إقامة سد النهضة الإثيوبي.
القرن الأفريقي
وفي منطقة يندلع فيها نزاع مائي طويل الأمد، وأزمة إنسانية وأخرى حدودية، وصراع دموي، ورئيس يمدد فترة ولايته، تتجه واشنطن لتكثيف جهودها الدبلوماسية في المنطقة، حتى استحدثت منصبا جديدا خاصا للقرن الأفريقي، يتولاه الدبلوماسي الأمريكي المخضرم جيفري فيلتمان.
كما حث بيان للبيت الأبيض في 23 أبريل «قادة الدول الثلاث على التعاون لحل نزاعاتهم حول سد النهضة الإثيوبي الكبير ومواردهم المائية المشتركة».
في أوائل أبريل، أحبطت إثيوبيا عملية وساطة أخرى، هذه المرة بقيادة الاتحاد الأفريقي، لحل أزمة متصاعدة على نهر النيل، حيث تقوم الأولى ببناء سد النهضة الكبير (GERD)، الذي من شأنه أن يعطل مصدرا رئيسا للمياه للسودان ومصر.
وتمثل المفاوضات ما وصفته وزارة الخارجية المصرية بـ«الفرصة الأخيرة» لإثيوبيا لحل النزاع المستمر منذ 10 سنوات.