المؤمن العاقل يجتهد في تفعيل عقله، وذلك بالتّفكر في نعم الله تعالى له ولمحيطه. فيبحث عن أصغرها مُستشعراً إياها شاكراً حامداً ربه على هذه النعم المباركة. ذلك العاقل، الذي يعلم أن التّفكر عبادة عظيمة تزيد العُمق الإيماني في قلبه. والإنسان في خلوته يسافر بعيداً عن محيطه ليغوص في أعماق نفسه مُستكشفاً لتلك الزوايا النفسية والفكرية الكامنة في ذاته. واستقرار الإنسان في وطنه بأمن وأمان من أهم النعم، التي رزقه الله تعالى له، ومن هُنَا، كانت الغُربة التي عاشها بعض المُبتعثين في الخارج تكاد تكون مرحلة انتقالية لتُذكّر صاحبها بنعمة الانتماء والاحتواء. فسُرعة النضوج واردة، وكذلك النبوغ بأنواعه، الذي يظهر على البعض -أحياناً- ولأسباب مختلفة، وعلى الصعيد الشخصي وأثناء دراستي في الخارج، كان جزء من تخصصي يهتم بتعليم وتدريس الثقافات الاجتماعية المختلفة. مما زاد من البصيرة المعرفية والعلمية، خاصة بعد الانخراط في الأبحاث، التي تدور حول أسباب الهجرة من الأوطان ومدى تأثيرها على الإنسان بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وفِي أثناء قيامي بالواجب الأكاديمي، التقيت ببعض المهاجرين من جنسيات مختلفة. وتناقشنا حول معاناتهم كمهاجرين ومحاولتهم في الاندماج مع الثقافات المختلفة، لأشكر الله تعالى وأحمده على نعمة الاستقرار في وطن الأمن والأمان. وذلك بعد التّفكر في معنى أن يكون للإنسان وطن ذو قيمة تتمثل في الدفاع عنه بشرف وحمايته وإعماره للخير، ومن جانب آخر، لم أنسَ تلك العقول المُعطّلة والقلوب المشحونة من بعض الجنسيات المختلفة ضد بلادنا. على سبيل المثال، التقيت بمدير مدرسة من أصل عربي، الذي كان شغله الشاغل أوضاع الأقاليم العربية بشكل عام. ليتقلص حديثه حول بلادنا ومجتمعنا بشكل خاص، محاولاً التضليل وتشويه بعض الحقائق من وجهة نظره المبنية على العداوة والحسد والحقد. وفِي مثال آخر، كان البعض من الجهلاء والحمقى يتطرقون إلى مواضيع تخص مجتمعنا لغرض الاستفزاز إما بالتشكيك في حكمة القيادة أو الطعن في أخلاق ونزاهة الفرد والمجتمع، ولا أنسى -أيضاً- محاولتهم في التركيز على وضع «المرأة السعودية»، وتوظيف ذلك لتمرير رسائلهم الشيطانية من خلالها. وعندما بدأت بوادر تحقيق رؤية البلاد وتمكين المرأة، بدأوا بنقض رسائلهم، التي تطعن في أحقية تمكين المرأة وواجباتها. فالعداوة والضغينة أظهرت فساد مشاعرهم اتجاه مملكتنا، وكأنهم يلومون خيراتنا واستقرارنا على دمار بلادهم، وأخيراً، فإن إنجازات الرؤية خلال الخمس سنوات الماضية جعلتنا نستشرف المستقبل المُشرق بإذن الله. فبُعد النظر والرؤية الحكيمة في قيادتنا أعادت هيكلة الأنظمة لتتناسب مع متطلبات العصر. ومن واجبنا، أن نستشعر قيمة الوطن وأمنه وأمانِه ونسعى معه لتحقيق الأفضل دائماً. ونخلص في الدعاء لله تعالى ليحفظنا ويحفظه من ضغائن الأعداء ومكرهم ولِنُذكّر أنفسنا بنعمه -تعالى-علينا ولنشكره.
FofKEDL@