لذلك كان لا بد أن أسجل للتاريخ أن حوار سمو ولي العهد الأخير، مع الإعلامي عبدالله المديفر، هو أول حوار تلفزيوني سعودي وربما عربي ينافس في جماهيريته وحضوره نهائيات كرة القدم بين أعتى الفرق العربية.
لكن ما السبب في هذه الجماهيرية وهذا الحضور (وهذا الحب الغامر) لشخصية سياسية مثل سمو الأمير محمد بن سلمان؛ إلى درجة أن الناس، وأنا منهم، أجلوا مواعيد مهمة جداً ليستمعوا إليه؟
هناك مجموعة أسباب، بطبيعة الحال.
لكن السبب الرئيس من وجهة نظري أن ولي العهد، أيده الله وسدد خطاه، إذا تحدث صدق، وإذا وعد أوفى، وإذا شرح استوفى.
وهذه صفات قل أن توجد في كثيرٍ من الزعماء والقادة على مستوى العالم الذين، في أحسن الأحوال، يُجملون الأوضاع، ويعدون بما ليس في قدرتهم وإمكانيات بلدانهم، ولا يحيطون علماً بتفاصيل حياة وهواجس وهموم شعوبهم.
إذن فإن الصدق، والوعود الحقيقية، والطموح الذي لا حدود له، هو ما يجعل السعوديين يوقفون سياراتهم فوراً ويركضون إلى البيوت أو المقاهي ليتابعوا من (الثانية) الأولى حديث سمو ولي العهد، المتمتع بشعبية جارفة، والساعي كما قال إلى «نمو الوطن ورضا المواطن».