متعة الإنسان ليس فيما يلبس من كماليات أو أمور استهلاكية ينفق عليها ليسعد نفسه وتترك أثرها الإيجابي المؤقت، بل متعته فيما يفعل بحب وقدرته على نيل التميّز وتقديره لذاته رغم كل الظروف التي يواجهها وتفضيلها على أمور كثيرة تفتح له آفاق الأحلام، ولاشعورياً تراه يتفنن في رسم طموحاته على لوحة الأقدار منتظراً تحقيقها من ربّ كريم يقول لها كُن فتكون.
مواقف قد نكون ضحاياها تصادفنا في حياتنا دون تخطيط اعتبرناها نقاط تحوّل وعلمتنا دروسا وثبتتنا على قيمنا واختبرت صبرنا وقوة تحملنا ودفاعنا عن مبادئنا وأخرى نتعرض لها وتعرضنا لصدمات لم تكن في الحسبان، تلك المواقف جعلتنا نكتسب مناعة قوية لنتعامل مع الصعاب بحزم ومنعتنا من الرد على الإساءة بالإساءة، وتعلمنا من ثقافة محبة الذات بأن الأدب وكرم الأخلاق مع الآخرين أفضل وسيلة للترفع عن القاع لأن من أراد الوصول إلى القمة يجب أن لا يستسلم ولا يضعف ويتهيأ لكل الظروف التي قد تكون مضادة لتوجهاته، المحارب في الحياة يستريح ولا يستسلم ويرفع رأسه للسماء منطلقاً دون تراجع أو إلتفات إلى السلبيات الهدّامة.
كل ما يأتي من الله جميل وعوض الكريم لا مثيل له، وهبني الله الكثير من النعم وعوضني عن ما فات، كل باب يغلق في وجهي يفتح لي آلافا غيره من حيث لا أحتسب، وكل إنسان ظننته خيراً فخذلني رزقني الله بشخص لا يعوض بثمن، ربي الذي يرى ما لا يراه الآخرون غيّر أقداري وأبعدني عن السوء وكتب لي النصيب الأكبر من الخير والفرح والأمان، كم يخجلني الرحمن الرحيم بكرمه وعطاياه، أحياناً يكون دواء القلب رزقا على هيئة إنسان فلا تبخل على نفسك بالمحبة والإنسانية والعطاء، كُن أنتَ الدواء لمن تصادف لمن تتعامل معه ولمن حولك، ونصيبك من كل شيء يشبهك، فأحسن نواياك وراقب خطواتك قبل أن تخطوها.
DalalAlMasha3er@