الإنترنت أخطر وسيلة لترويج المخدرات
قال القاضي بالمحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة وجرائم الإرهاب سابقًا د. يوسف الغامدي إن بعض ضعاف النفوس استغلوا التطبيقات الحديثة لأهداف تدميرية وإفساد وتخريب، مقدمين مصالحهم الشخصية على أرواح الناس وأمنهم واستقرارهم، إذ إن الوسائل الحديثة سهلت التواصل بين المجتمعات وفتحت العلاقات دون حسيب أو رقيب.
وأضاف إنه يجب أن يواكب النمو والانفتاح الهائل بمثله في الكم والكيف من المتابعة والتربية والمكافحة، مشيرًا إلى أن جهود حكومتنا الرشيدة خاصة الجهات المعنية بالتوجيه والتربية والمتابعة والمكافحة متمثلة في الوزارات المعنية في وزارة التعليم ووزارة الداخلية وسائر الوزارات في تكاتف وتعاون لمواكبة هذا التطور الهائل والخطير، إضافة إلى أن التطبيقات الحديثة تعمل على تزيين وتجميل المخدرات وطرق نقلها وبيعها وتعاطيها، إذ أصبحت في عبوات إلكترونية مزيّنة لينخدع بها الشباب والمراهقون، خاصة المراهقات، وحجة الأعداء في ذلك والمروجين خاصة فيما يتعلق بالفتيات أنها تجبر كسر خواطرهن وتنسيهن همومهن فينتشين ويصبحن سعيدات، وهي الموت الأسود، ويدعم ذلك جدا هذه الفوضى الإعلامية والانتهاك الصارخ لحقوق المجتمع بالإعلام الحديث، والمجاهرة والمفاخرة بالتعاطي، بل طبع أفكارًا مشبوهة ومشوهة وملوثة في عقول المتلقين عبر الأفلام والمسلسلات أن هذه المخدرات هي من علامات الأثرياء ورمز الثراء، وهذا كله من قبيل الجرائم المنظمة.
وأكمل «الغامدي» إن استخدام الوسائل الحديثة لا يقل خطرًا عن استخدام الوسائل القديمة إلا أن فيها مزيدًا من الشر مما يقتضي معه زيادة العقوبة الرادعة لأن هذه الوسائل تمكن المجرمين والمروجين من سهولة البيع والوصول لعدد أكبر وإفساد أعظم، وسيُحكم في ذلك بأحكام مغلظة قد تصل إلى القتل، وأقل أحوالها التنكيل بالسجن والغرامة، كل ذلك ظاهر جلي في مواد نظامية جازمة وحازمة وصارمة، إذ إن المخدرات آفة عالمية كبرى وهي الآفة الوحيدة التي أجمع العالم على تجريمها ومحاربتها ومع ذلك فإن أهل الشر في العالم خاصة الدول التي ترعى الإرهاب والجماعات الإرهابية كدولة إيران وغيرها من الميليشيات المعادية يستهدفون محاضن الجيل ومدارس النشء، ويحاولون مد الأيدي بالدسائس والمساس، ولكن حماة الوطن ورجاله البواسل وكافة أبناء هذا الشعب صف واحد لقطع أصابع وأيدي المعتدين.
طرق خبيثة للسيطرة على الشباب السعودي
أوضح الباحث والمحلل السياسي صالح السعيد أن المخدرات تحقق لأعداء المملكة هدف تدمير مستقبل السعوديين لاستسهال اختراقهم بعد إدمانهم المواد المخدرة، وهذه طريقة خبيثة للسيطرة على الأجيال السعودية القادمة، ولكن حكمة وجهود وإمكانيات رجال أمننا في كافة المجالات والسيطرة على جميع ما يدخل أراضي المملكة تجعل استحالة نجاح أي خطة لتهريب المخدرات لأراضي المملكة - حماها الله - وأن محاولة ضرب الشباب السعودي هي محاولة استهداف للإسلام والمسلمين، ويتأثر منها حتى المشاعر الإسلامية التي يحرسها ويهتم بها السعوديون من كافة النواحي.
وعن استهداف الدول في تهريب المخدرات عبر الموانئ والمنافذ البرية، بيّن «السعيد» أن الاستهداف المتكرر ينفي حسن الظن، إذ لا يُعقل أن تمر كميات كبيرة وبفترة متقاربة حتى لو افترضنا أنه أمر غير مخطط له ومقصود باختراق مجتمعنا ومحاولة سرقة شيء من اقتصاد بلادنا، إلا أن هذا الجانب له تأثير غير محدود وإن عاد وجلب لاقتصاد الدول المختلفة عائدات ضخمة ولكن بمقابل دنيء ولا يليق أبدًا.
4 أسباب رئيسية للتعاطي.. والأسرة «حصن الأمان»
ذكرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن برامج الوقاية من التعاطي التي تقدمها اللجنة الوطنية لا تستثني فئة عمرية عن أخرى، مشيرة إلى أن برامجها الوقائية تراعي ما يتناسب مع كل فئة عمرية وفقًا للمعايير الدولية للوقاية من المخدرات، وتهدف لتكوين وعي مجتمعي متكامل يسهم في خفض الطلب على المواد المخدرة.
وبيّنت اللجنة أن أنجح أساليب الوقاية من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية هي تنمية الرقابة الذاتية لدى أفرادها وزرع القيم الصالحة وتوعية الشباب بمخاطر تعاطي المخدرات على كافة الجوانب، وبناء فرد قوي مدرك وواعٍ ليكون مواطنًا صالحًا، وأفضل سبيل لذلك هو التربية الأسرية السوية التي تقوم على التفاهم والحوار بين أفراد الأسرة، وتسعى بحق لبناء المهارات الحياتية لدى الطفل التي تجعله حين يخرج للمجتمع قادرًا على التمييز بين السلوكيات الصحيحة والسلوكيات المنحرفة وقادرًا على مواجهة ضغط الأقران بشخصيته المستقلة.
وأشارت اللجنة إلى تعدد العوامل والدوافع التي تقود إلى تعاطي المخدرات وتؤدي إلى الإدمان عليها، فمنها عوامل مجتمعية كوجود متعاطٍ داخل الأسرة أو تعرض الفرد لبعض الصدمات الاجتماعية كحالات الطلاق وغيرها، وأيضًا يعزو بعض المتعاطين أسباب وقوعهم في براثن المخدرات والمؤثرات العقلية إلى الظروف الاقتصادية التي يعانون منها رغم التكلفة المالية العالية للمواد المخدرة.
وأوضحت أن العامل الأخطر والسبب الأبرز في تعاطي المخدرات هو الاحتكاك ومصاحبة المتعاطين، وإصرارهم على اشتراك هذا الفرد معهم في التعاطي أو رغبة في تجربة ما يتعاطونه. وقالت «لذلك دومًا ما نحذر من التجربة الأولى تحديدًا لأنها تكسر حواجز المقاومة لدى الفرد تجاه تعاطي المخدرات، ويصبح راغبًا في التعاطي مرات ومرات حتى يقع في الإدمان».
وأضافت اللجنة إن المديرية العامة لمكافحة المخدرات هي الذراع الأمنية المتخصصة في مكافحة آفة تهريب المخدرات إلى المملكة عبر الوسائل الحديثة الخطيرة وحماية المجتمع منها، وتسعى بحزم لمنع أي دخول للمخدرات إلى المملكة وذلك بطرق عدة منها الضربات الاستباقية في الخارج من خلال ضباط اتصال في عدد من الدول، كما يتم تأهيل منسوبي المديرية العامة لمكافحة المخدرات وفقًا لأحدث الأساليب العلمية في هذا المجال.
وأشارت إلى تنوع قنوات الإبلاغ المتعلقة بالمخدرات من حيث التعاطي والترويج والتهريب، فلكل منها جهة مختصة للتعامل معها وحصرها وفق النظام المتبع لوزارة الداخلية، ومن جانب آخر فالمدمن كما نعرف جميعًا هو كقنبلة موقوتة داخل المنزل قد ينفجر ويثور في أي لحظة، وتعاني الأسرة التي فيها مدمن أشد المعاناة في التعامل معها، والأسر إن تساهلت في التعامل الجاد والبحث عن علاج لابنها المدمن ستزيد الحال سوءًا، وقد يتحول الأمر إلى عنف أسري وابتزاز مالي للحصول على قيمة المواد المخدرة التي يحتاجها، لذلك دومًا ما ندعو إلى سرعة استشارة المختصين في كيفية التعامل مع المتعاطي لاحتوائه والدفع به نحو العلاج، وتقدم اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات من خلال مركز استشارات الإدمان على الرقم الموحد (1955) للاستشارات في هذا الشأن، حيث يقوم المختصون من الجنسين في المركز بتقديم المشورة والتوجيه لكل حالة بما يناسبها، ويستقبل المركز يوميًا عشرات الاتصالات التي تقدم لهم الاستشارات بسرية تامة ودون أدنى مسؤولية.
وبيّنت أنه لا ينحصر استهداف البرامج الوقائية والتوعوية الإعلامية التي تقدمها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على فئة محددة، ولذلك فلا يمكن القول إن هناك رقمًا محددًا للمستفيدين من برامج الوقاية، فبفضل الله البرامج المقدّمة تصل للملايين في المملكة وخارجها من خلال الإعلام الرقمي والتقليدي، كما أن هناك العديد من الجهات الحكومية والخاصة تسهم في هذا الجانب وتقدم العديد من البرامج المميزة.