وأشار إلى أن الأعمال الصالحة تتضاعف في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك؛ إذْ جعل الله في العشر الأواخر من شهر رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر تكريماً منه -سبحانه وتعالى- لأمة محمد عليه الصلاة والسلام ، حيث تكثر حسناتها ويغفر الله الذنوب للقائمين في هذه الليالي المباركة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصّ العشر الأواخر بعناية واجتهاد كبيرين ، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من العبادة ويحرص على فعل الخير.
وأضاف أنه يُستحب للمسلم أن يحقّق في هذه العشر مفهوم العبودية لله في حياته، وأن يركز على تزكية نفسه وإصلاح قلبه وذلك من خلال الإكثار من قراءة القرآن الكريم، والتقرب إلى الله بالأدعية والأعمال الصالحة، والاجتهاد بقيام الليل، والعبادة، والحرص على فعل الخير وترديد جميع الأذكار؛ لما لها من فضل عظيم والإنفاق والصَّدقة، والدُّعاء، إضافة للحرص على صلة الرَّحم، والعفو ومسامحة الخلق.
بدوره أوضح الإمام والخطيب الشيخ محمد بن مجيدي الزهراني أنه على الرغم من مغادرة الثلثين من شهر رمضان، واستعداد الضيف الكريم أنّ يفارقنا، إلا أن الفرص مازالت قائمة والأبواب مُشرعة، ليستدرك المتخلف ويلتحق المحروم ويستيقظ الغافل، قبل انتهاء الشهر وطي صفحات فضله ، حيث يُعدّ العمل في العشر الأواخر أفضل من عمل ألف شهر فيما سواها قال تعالى : ليلة القدر خير من ألف شهر ؛ أي ما يقدّر بـ 83 سنة و4 أشهر ؛ فهل من مشمّر لاستثمار ما بقي من موسم الخيرات الوفيرة والأجور الكثيرة والفضائل العظيمة.
وقال: "على الرغم من أنّ العمل في شهر رمضان مُضاعف ، إلا أنه مضاعف أيضاً في ليلة القدر أضعافاً كثيرةً لا يعلمها إلّا الله ؛ وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، ووقت العشر الأواخر من رمضان قصير لا يحتمل التقصير ؛ فينبغي على المسلم الجدّ والاجتهاد في العبادة ، وعليه أن يُحسن اغتنام هذه الأوقات الفاضلة ، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.