دراما رمضان

الإعلام جزء من حياتنا وله تأثير هائل على مجتمعنا. تتزايد أهمية وسائل الإعلام يوماً بعد يوم بسبب الاتصال الكبير الموجود في جميع أنحاء العالم. لهذا السبب، من الضروري أن يدرك كل واحد منا قوة القنوات الإعلامية.
وتُنشئ وسائل الإعلام محتواها وفقًا لما يريدون نقله هم أنفسهم أو بناءً على ما يريد الجمهور رؤيته. حيث تعتمد استمراريه محتوى إعلامي معين، على سبيل المثال، برنامج تلفزيوني أو مسلسل، على النجاح الذي يصل إليه. هذا يعني أنه إذا نجح عرض ما في محتوى معين ولقي رواجاً كبيرًا، فستظهر العديد من البرامج التلفزيونية المماثلة.
مع بداية العد التنازلي لأيام رمضان، هلت علينا حلقات الدراما وسباق المسلسلات!
رمضان كما تعودنا عليه منذ عشرات السنين. هو الشهر الذي يتسابق فيه أهل الفن على تقديم الأعمال الدرامية. مسلسلات تعقبها مسلسلات تتسابق على مرأى وذهن المشاهد منذ بداية اليوم وحتى أذان الفجر.
وقديما كان الناس يتسمرون أمام شاشات التلفاز بانتظار المسلسلات الجديدة. واليوم ومع التطور التقني أصبح الناس متسمرين أيضا ليس فقط أمام التلفاز، لكن أمام شاشات الهواتف الذكية وأجهزة التابلت والكمبيوتر. من خلال تطبيقات المشاهدة أونلاين والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا ولاسيما في رمضان.
لكن ربما ينسى البعض، أن الهدف الأساسي من شهر رمضان هو التفرغ لعبادة الله. والشعور بالتوحد معه بعيدا عن شهوات الجسد التي نُسكتها إسكاتاً خلال فترة الصيام.
هناك من يحاول طوال الوقت في رمضان أن يتفرغ لمتابعة أكبر قدر ممكن من المسلسلات والأعمال الدرامية. وفي كل عام يقوم بتنظيم ما يُعرف باسم "جدول المشاهدة" حيث يتابع مواعيد عرض المسلسلات في المحطات التليفزيونية ويقوم بتنظيم جدول يمكنه من متابعة أكبر قدر ممكن من الأعمال متنقلا بين القنوات المختلفة.
ومع ظهور تطبيقات المشاهدة، يصبح عميلا مميزا لديهم. فهو يشترك في كافة التطبيقات مضحياً بالكثير من المال والوقت في سبيل متابعة أكبر قدر ممكن من الأعمال التي يحبها إلى درجة الإدمان.
والحقيقة أنني أرى أن هذا نوع من التجارة الخاسرة. فبينما نملك كل الوقت لمتابعة الأعمال التليفزيونية على مدار العام. فنحن لا نملك سوى شهر واحد لمحاولة عمل أكبر قدر ممكن من الطاعات حيث يكون أجرها مضاعفا في رمضان.
على صعيد آخر هناك من يفعل العكس تماما. فهو يعتزل الدنيا تماما خلال شهر رمضان. ولا يخرج من المنزل تقريبا ليتفرغ للعبادة. وفي رأيي أن في هذا أيضا مبالغة. ففي الانقطاع التام عن أمر الدنيا خسارة للعديد من الأمور التي يجب أن نباشرها، الاعتدال هو الحل الأمثل من وجهة نظري.
ولا يعني هذا أننا لا نقوم بأي عمل ترفيهي أو متابعة عمل درامي. لكن الاعتدال في ممارسة كل أمور الحياة من شأنه أن يجعلها أجمل. فلا ضرر من بعض الترفيه في رمضان. لكن الأهم أن نضع نصب أعيننا أن الهدف الأسمى من هذا الشهر هو أن نجدد علاقتنا بالله عز وجل. ونتفرغ لعمل الطاعات ما استطعنا.
وأخيرا، همسه لصناع الدراما: لديكم عام كامل لتقديم روائعكم. فلماذا الانتظار حتى تتزاحم الأعمال في شهر واحد في... !! التوزيع الصحيح للأعمال الدرامية يخدمكم ويخدم متابعيكم في نفس الوقت.
@Abdul_85